العالم والطوفان
على الرغم من ظهور نتائج الشركات وجاذبيتها لكن السوق تأثر بالضغوط الخارجية ليستجيب لها ويتفاعل سلبا في نزول قوي مشابها لما حدث في كل الأسواق يوم الإثنين. عالميا تأثرت الأسواق بنتائج آسيا وخلفية مشاكل الولايات المتحدة وذيول مشكلة أوروبا، وكان العالم البارحة يسعي نحو اللون الأحمر في كل أسواقه، ولم يستثن من ذلك سوقنا بالرغم من توافر المحفزات المحلية لدينا. ولعل الرهان حاليا يدور على إمكانية تحسن الاقتصاد العالمي الهش وبالتالي تأثيره على سعر النفط وعلى قطاع البتروكيماويات الذي تأثر بقوة البارحة. وأمام انتظار اتجاهات العالم وتأثر الأسواق وصدور النتائج الربعية ينتظر المتداول الفرج، فالسيولة التي ضخت الإثنين مثلت مستوى جيد بعد طول انتظار من السوق ولكن لم تكن كافية لتعكس الاتجاه نحو الإيجاب.
ولعل السؤال الذي يواجهنا هو: ماذا سيحدث في الأيام القادمة؟ هل هي استمرارية للنزعة السلبية بالرغم من أن الحقائق على الأرض تخالف ذلك؟ وهل تؤثر الأوضاع العالمية على المدى القصير بالضغط على سوقنا؟ أسئلة متعددة ومؤثرة ترتكز في مجملها إلى الطلب على منتجات القطاع البتروكيماوي والنفط والمواد الأولية، وهل سيتراجع الطلب ويضغط على الأسعار سلبا فيؤثر في إيراداتها وربحيتها فيعيد السيناريو الخاص بالتقييم لدى المحللين ويعاد تسعير الأصول. لا شك أن نتائج الربع الثاني وقوتها وضعفها ستعكس لنا جزءا كبيرا من المشكلة، فالوقت الثاني شهد في معظمه هذه الضغوط والتراجعات التي شهدناها. ولعل ظهور نتائج قوية أعلى من توقعات المحللين (معظم النتائج التي ظهرت كانت كذلك) سيعزز قيمة الشركات في سوقنا وخاصة قطاع البتروكيماويات. وحتى تظهر النتائج كاملة وخاصة لقطاع البتروكيماويات سيتجه السوق نحو الاتجاه الصحيح لفترة حتى تظهر نتائج سلبية أو إيجابية تعزز أو تجعله ينحرف مرة أخرى.