من ضيع المنتخب؟
أخفق المنتخب، وخرج من البطولة العربية دون أن يطول عنب الشام ولا بلح اليمن، ومما يزيد الجرح أن المستقبل ينذر بهدايا ستهطل من هذا القبيل وبكثرة. ولعل الحسرة والألم التي اعترت المسؤولين مردها للتعامل العاطفي مع الفوز الأول بالبطولة على الشقيقة الكويت مما جعل الجميع يصرخ بصوت عال وجدتها وجدتها، بل إن محمد المسحل صرح بأنه سيتم حل المنتخب الأول، فهل القرار تم بعد دراسة وتخطيط أم وليد اللحظة والنشوة؟ وهل يملك مثل هذا القرار؟ وهل هو المرجع في ذلك؟.
هنا مربط الفرس، متى نفعّل القرارات التي نتخذها؟ متى نستفيد من أخطائنا؟ لماذا نصرخ من الألم دون أن نجد العلاج؟، الإخفاق يتلوه إخفاق ونحن نصرخ في وجه العاصفة بحثا عن الأمان، غير أن إدراكنا للحقيقة يجعل الصراخ الذي بداخلنا يكبر ويزداد. المشكلة أكبر من إخفاق اتحاد القدم، أو حتى خسارة بطولة وفقدان عرش تربعت الكرة السعودية عليه فترة من الزمن.
لماذا لا نسأل أنفسنا وبكل جرأة: من ضيع هيبة الوطن بداخل البعض منا؟ لماذا أصبحت الأندية أهم من المنتخب؟ ومن جعله مركزاً لتأهيل لاعبي الأندية؟. وحين نجيب لابد أن نسأل وبقوة، لماذا لم يحاسب عضو الشرف الذي أهدى أحد لاعبي فريقه سيارة فارهة بعد أن تم إبعاده من المنتخب؟ تراكمات الجرح وأوزاره أثقلت كاهل الأمير الشاب فلا بارقة أمل ولا صوت بشرى، بيد أن من يحقق النظر ويعيد الكرّة يرى المسألة أوضح من الشمس في رابعة النهار، ولأن القصص تسلية وعبره فالأهلي كان بعيداً عن البطولات وجماهيره تعاني وتصرخ ومخرجات النادي من اللاعبين تفشل مع القلعة وتنجح خارجه حتى أتى طارق كيال وأوعز لمسيري النادي بضرورة إتباع سياسة الإبعاد القسري لمن لا يريد أن يتطور، مع الصرامة والدقة في الاختيار، فعاد الأهلي للبطولات لم يتغير الكثير حتى عاد التماسيح أبطالا. وفي المقابل الشباب الذي تصدر الدوري منذ بدايته لم تلين قناته ولم يتزحزح عن كرسي الصدارة حتى نال مقصده وهو الفريق الذي شهد تغيراً في عناصره و إدارييه قبل ذلك. في الهلال شهد عصر جيريتس وسامي الجابر ثنائياً أبهر الهلاليين أنفسهم فحصد الفريق البطولات وحين غاب أحد الأضلاع ضعف الوهج والآن بعد خروج الضلع الثاني ننتظر حبلى الأيام ماذا تحمل. على ما سبق سبيل النجاح يبدأ بتحديد الهدف ومن ثم إقرار خطة العمل واختيار القادر الأمين وجعل الأندية الشريك الأول ونواة العمل وبدايته، ومن ثم إقرار أنظمة قوية واضحة تطبق بصرامة على الجميع.
خلل إدارات الأندية
- حين ذهب الأمير فيصل بن فهد لنهائيات كأس العالم بعد تأهل المنتخب وجه الدعوة لرؤساء الأندية للحضور عرفاناً بدورهم في صقل وتمنية المواهب التي شكلت رافداً للمنتخب، أين دور الأندية؟ ولماذا تختفي المواهب بعيد بروزها؟، لماذا أصيب العمل في الأندية بالخلل وتهاوى بناؤه، وبرهان ذلك تخيلوا قوة الدوري لو ألغينا اللاعب الأجنبي الذي يمثلا الآن ما نسبته 40 في المائة من عدد لاعبي الفريق حتى تتبين الصورة والعيوب التي شوهت جمالها وإلا كيف أضحت الكرة في سورية والأردن وعمان تتطور وتمدنا بالمواهب في وقت كنا نتسيد المنافسة معهم وبفارق كبير.
لا وطنية في الرياضة
- من غرس فينا أن الرياضة لا علاقة لها بالوطنية؟ وكيف صدقه البعض؟ إنه مبدأ أمقته، ولا أطيق سماعه نعم رأي شخصي ولكن لي الحق في إظهاره فهو أقر سياسة التناحر والاختلاف تحت غطاء لا تضخموا ولا تهولوا فلا تعدو كونها رياضة. كلا، الحقيقة أن المشاعر هي ذاتها لا تتغير ومع مرور الوقت سيتشكل مناخ مشابه لما حدث في ملعب العباسيين في مصر، حب الوطن مقدم على أي شيء وفوق كل شيء ومن لا يساند أخاه خارجياً ويقف مع الحق داخلياً فإنه ينحر جمالية المنافسة بشخصنتها ويحيلها إلى اقتتال وتفريغ لشحنات الكراهية والبغضاء وجعلها كالفولاذ تتمدد بحرارة الانفعالات والإسقاطات المتبادلة.
علق الجرس يا نواف
- الأمل كبير ومن عاش بلا أمل ورغبة صادقة فهو ميت وإن سارت به قدماه، لذلك فالصبح سيجلي الظلمة، والفرحة ستجلي الحزن، ولكن من سيعلق الجرس؟. نعم نسألك يا نواف إلى متى؟ ومن سيعلق الجرس؟ فحين يتأخر العلاج يستفحل المرض فالعاجز من لا يستبد.
الخاتمة
ووادٍ جرى لا بد مايجـري من الحيـا
إن ما جرى عامه جرى عـام عايـد
ومن عـود العيـن المنـام تعـودت
ومن عود العيـن المسـاري تعـاود