الثقافة والآثار .. من يصطدم بالآخر؟ «غار أُحُد مثالا»

الثقافة والآثار .. من يصطدم بالآخر؟ «غار أُحُد مثالا»

ما زالت قصص الاصطدام بين ما هو ثقافي وما هو أثر يُخشى عليه أن يتحول إلى مقصد شرعي تطغى على بعض نقاط يتجاذب فيها الشرعيون الجدل مع مثقفين متحمسين لفكرة بقاء ما يظنونه أثرا تاريخيا ذا قيمة، مقابل جدية الباحثين التاريخيين والشرعيين في تفنيد مثل هذه الادعاءات، وآخر تلك القصص ما أثير حول ''غار جبل أحد'' والجدل حول سد هذا الغار - باعتباره معلما تاريخيا ذا قيمة بحسب بعض الآراء.
ويؤكد الدكتور تنيضب بن عوادة الفايدي الباحث في معالم المدينة المنورة وتاريخها، أن الجدل الثقافي والهالة الإعلامية غير المبررة - حسب وصفه - حول سد غار أحد أدت إلى حدوث خطأ نشأ حديثاً جعل فيه الغار من المهاريس، وأضيف بذلك شيء لم يكن في التاريخ والسير سابقاً، مشيراً إلى أن الأولى العناية بمسجد الفسح الذي صلى فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - أسفل جبل أحد الذي يقع فيه الغار الذي أثير حوله الجدل.
وقال لـ ''الاقتصادية'' الدكتور تنيضب الفايدي إن غار أحد لم يرد في السير إطلاقاً، وإن من أورده باسم المهاريس وإنه قد أُتي للرسول - صلى الله عليه وسلم - بماء منه ليغسل جرحه فقد أخطأ خطأ كبيراً وأعطاه أهمية ثقافية تاريخية ليست له، حيث أُتي بالماء للرسول من الجرار.
وكان جدل واسع قد حدث بين باحثين ومثقفين سعوديين ومهتمين بالتاريخ والسيرة النبوية حول الدعوة لطمس غار أحد بذريعة التخوف من تحوله من معلم تاريخي مهم إلى مكان مقدس، فيما تم إغلاق الغار قبل أسبوعين بصبة أسمنتية دون أن تعلن أي جهة رسمية مسؤوليتها تجاه ذلك. في الوقت الذي نفت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على لسان ناطقها في المدينة المنورة سلطان بن منيع الله المطيري في تصريح إعلامي مسؤوليتها تجاه ذلك، مؤكداً أن عمل الهيئة يتم في حدود اختصاصاتها المحددة نظاميا، وأنه لا دخل لها بغلق ذلك الشق الذي يطلق عليه البعض ''غار أحد''.

وفي مايلي مزيدا من التفاصيل:

ما زالت قصص الاصطدام بين ما هو ثقافي وما هو أثر يخشى عليه أن يتحول إلى مقصد شرعي تطغى على بعض نقاط يتجاذب فيها الشرعيون الجدل مع مثقفين متحمسين لفكرة بقاء ما يظنونه أثرا تاريخيا ذا قيمة مقابل جدية الباحثين التاريخيين والشرعيين في تفنيد مثل هذه الادعاءات، وآخر تلك القصص ما أثير حول ''غار جبل أحد'' والجدل حول سد هذا الغار باعتباره معلما تاريخيا ذا قيمة بحسب بعض الآراء.
ويؤكد الدكتور تنيضب بن عوادة الفايدي الباحث في معالم المدينة المنورة وتاريخها أن الجدل الثقافي والهالة الإعلامية غير المبررة ـــ حسب وصفه ـــ حول سد غار أحد أدت إلى حدوث خطأ نشأ حديثاً جعل فيه الغار من المهاريس وأضيف بذلك شيء لم يكن بالتاريخ والسير سابقاً، مشيراً إلى أن الأولى العناية بمسجد الفسح الذي صلى فيه النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ أسفل جبل أحد الذي يقع فيه الغار الذي أثير حوله الجدل.
وقال الدكتور تنيضب الفايدي لـ ''الاقتصادية'' إن غار أحد لم يرد في السير إطلاقاً وإن من أورده باسم المهاريس وإنه قد أوتي للرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ بماء منه ليغسل جرحه فقد أخطأ خطأ كبيراً وأعطاه أهمية ثقافية تاريخية ليست له حيث أوتي بالماء للرسول من الجرار، مشيراً إلى أن الغار أو الكهف قد توجد كهوف أكبر أو أصغر منه ولا علاقة له بسيرة الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ وقال إن سد الغار ببناء أو غيره قد يكسبه أهمية تاريخية بعد أن يُسد ولكن الأفضل ـــ حسب قوله ـــ تركه كما كان لأنه من المعلوم ـــ حسب قوله ـــ أنه لا علاقة للغار بزيارة سيد الشهداء ولا المآثر التاريخية.
وأضاف الفايدي أن الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ أتى إلى هذه الجهة في أسفل الجبل ـــ أي أسفل الغار ـــ على جانب وادي الجرار ''المهاريس''، وصلى هناك في مسجد الفسح، لذا فإن الاهتمام بالمسجد وإعادة بنائه أولى بالاهتمام أما الغار فلا أهمية له، وإن كانت له أهمية فذلك لكونه من صخور أُحد ''الجبل الذي يحبنا ونحبه'' كما جاء في الحديث النبوي.
وطالب الفايدي بتعديل الخطأ الذي ظهر في الجدل حول ذلك بجعل الغار أحد المهاريس، وضرورة إنقاذ بقايا مسجد الفسح الذي ربما استولى الأهالي ـــ حسب قوله ـــ على جزء منه، حيث إنه من مساجد المائة الثانية من الهجرة وورد ذكره في كتب السيرة وصلى الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ فيه جالساً من الإعياء وصلى الصحابة خلفه جلوساً صلاة الظهر والعصر يوم غزوة أحد.
وكان البروفيسور محمد عبد الهادي الشيباني رئيس قسم التاريخ في الجامعة الإسلامية ذكر أن هذا المكان يطلق عليه المهراس وهو مكان تجمع الماء ويقال إن النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ بعد إنهاء المعركة غسل جراحه بهذا الماء حتى إنه أراد أن يشرب منه إلا أنه لم يشرب كونه ماء آسنا وأكد أنه لا يعتبر مكاناً مقدساً ولا يجوز التعبد بزيارته، موضحا أن بعض العلماء يرون أن الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ لم يصل إلى ذلك المكان كونه مرتفعا جدا في أعلى الشعب ولم يثبت إطلاقا أن النبي وصل إلى ذلك المكان كما نفى صدور رائحة المسك منه.
ودار جدل واسع حدث بين باحثين ومثقفين سعوديين ومهتمين بالتاريخ والسيرة النبوية حول الدعوة لطمس غار أحد بذريعة التخوف من تحوله من معلم تاريخي مهم إلى مكان مقدس، فيما تم إغلاق الغار قبل أسبوعين بصبة أسمنتية دون أن تعلن أي جهة رسمية مسؤوليتها تجاه ذلك. في الوقت الذي نفت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على لسان ناطقها في المدينة المنورة سلطان بن منيع الله المطيري في تصريح إعلامي مسؤوليتها تجاه ذلك مؤكداً أن عمل الهيئة يتم في حدود اختصاصاتها المحددة نظاميًا، وأنه لا دخل لها بغلق ذلك الشق الذي يطلق عليه البعض ''غار أحد''.

الأكثر قراءة