شبابنا وحرب العقد الثاني

معالجة بعض الظواهر الاجتماعية في حاجة إلى توعية، لخلق الوعي تجاه هذه الممارسات. هذه التوعية تحتاج إلى مقومات وبرامج دعم يجب أن تقوم بها مؤسسات المجتمع الخاصة والعامة. قدمت مؤسسة البريد السعودي الممتاز نموذجا يقتدى به في التوعية ضد بعض الظواهر الاجتماعية التي عاناها المجتمع طويلا. فقد أنتجت المؤسسة فيلما توعويا وقامت بنشره من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. يزيد عدد مشاهدي هذا العمل على 250 ألف مشاهد في فترة تقارب الأسبوعين من نشره، ويمكن الاطلاع عليه من خلال موقع يوتيوب تحت عنوان ''حرب العقد الثاني'' أو من خلال الرابط http://goo.gl/eTG6B.
ما قامت به مؤسسة البريد الممتاز يندرج ضمن خطط المؤسسة في قضايا المسؤولية الاجتماعية للشركة CSR. والذي تسعى من خلاله الشركة إلى خلق وعي عام بقضايا وأضرار ممارسة التفحيط والنتائج السلبية التي تعود على المجتمع من ذلك. عنون العمل بـ''حرب العقد الثاني'' نتيجة أن أغلب ضحايا ظاهرة التفحيط يقعون في الفئة العمرية الشابة. يقول صالح العنزي مدير العلاقات العامة في البريد الممتاز في تصريحه لموقع ''العربية'': ''نحن حريصون على المضي قدما في تقديم التوعية بشكل مكثف خلال الفترات المقبلة، وعلى الشباب السعودي دور أيضا في التعاطي مع مثل هذه الحوادث بشكل إيجابي''.
بالعودة إلى موضوع المسؤولية الاجتماعية، نعم المجتمع في حاجة إلى مساهمة الشركات في عمليات التوعية المجتمعية، ودراسة الأسباب والظواهر التي تقلق المجتمع، والمشاركة في وضع الحلول وتبنيها. وما قامت به مؤسسة البريد الممتاز يعد جزءا من المسؤولية الاجتماعية للشركة، قليل من تطرق إليه من الشركات العاملة في البلد.
وفقا لبيئة المسؤولية الاجتماعية، هل نستطيع القول إن مؤسسة البريد الممتاز قد أوصلت صوتها وانتهى دورها عند هذا الحد. بالتأكيد هذا العمل لا يمثل إلا نقطة الانطلاق لمؤسسة البريد ولغيرها من الشركات العاملة في المملكة لتبني قضايا إصلاح المجتمع والاستفادة من قنوات التواصل المعرفي للمساهمة في خلق جيل واع بالمخاطر المحدقة به، وجيل نافع لمجتمعه ودينه.
إذن هي مبادرة تستحق عليها مؤسسة البريد الممتاز والقائمين عليها جزيل الشكر والتقدير. والدعم المستمر لمواصلة المسيرة في تبني معالجة القضايا الإشكالية المترتبة على ظاهرة التفحيط بين جيل الشباب. وهي دعوة أيضا لكل المؤسسات العاملة في القطاع الخاص لتبني أدوار إبداعية في معالجة القضايا المجتمعية التي يعانيها طيف واسع من فئات المجتمع.
وكما أشرنا في مقالات سابقة عن موضوع المسؤولية الاجتماعية للشركات CSR أن الشركات تملك أدوات كثيرة يمكن أن تبرهن بها على أنها تقف وراء استدامة وتنمية ورقي المجتمع الذي تعيش فيه. وأن هدف هذه الشركات ليس هدفا ربحيا فقط بل هو تحقيق منافع عامة من أحد أوجهها تحقيق الربح المادي، الذي يزدهر ويتواصل بازدهار المجتمع المحيط ونمائه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي