أسئلة ووقفات .. قبل رحلة الصيف!

رحلة الصيف هذا العام يقسمها شهر رمضان المبارك إلى قسمين ولذا يحتار المخطط لها .. هل يذهب بعيداً أم يبحث عن مكان قريب؟!
وحيث إنني لا أثني على السياحة الخارجية .. وفي الوقت نفسه لا أعارضها فالأمر قرار شخصي بحت؛ فإن الاختيار يكون أصعب بالنسبة لي وربما للكثيرين أمثالي مما يجعلنا نلجأ للأسئلة علها تساعد على اتخاذ القرار الصحيح!
ومن تلك الأسئلة .. ما الهدف من السفر .. هل هو هروب من الجو الحار .. أم للبحث عن الأسواق التي تعتبر الطلب الأول للعائلة .. حتى لو كان الجو في المدن التي نقصدها أكثر حرارة من المدن التي نسافر منها .. أم للتغيير في المكان والإنسان أيضاً .. ومهما كانت الإجابات فإن في بعض مناطق بلادنا أجواء جميلة وأسواق مدننا الكبرى أصبحت تضاهي أكبر الأسواق العالمية .. لكن يبقى تدني مستوى الخدمات وارتفاع أسعارها وعدم توافر وسائل النقل السريع والمنتظم من أهم عوائق السياحة الداخلية .. وفي ظل الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية فإن السفر إلى بلدان قريبة محفوفة بالمخاطر خط أحمر لأن الأمن هو أول مطلب يجب أن يضعه المخطط للسفر نصب عينيه .. وما زلت رغم مرور سنين ليست بالقليلة أتذكر قصة زميل لنا في الصحافة وقد تقاعد الآن حين سافر إلى بيروت وركب سيارة أجرة ولاحظ أن السائق قد أخرج شيئاً من جيبه ووضعه على المقعد الأمامي .. وأطل صاحبنا من المقعد الخلفي متسائلاً عن ذلك .. فأجابه السائق بكل برود "هيدا مسدس" .. وسأله لماذا تحمله معك .. فأجاب: (جيراني في الضيعة قوصو) اثنين من إخواني .. وأنا سأطلق النار على أي واحد منهم أراه في الشارع .. وصعق صاحبنا وقال له فوراً: أوقف السيارة فقد وصلت إلى ما أريد .. وسأله السائق لكن مشوارك طويل وأجاب عليه بالخلاصة التي أريد كلاً منا أن يضعها أمامه عند اختيار وجهة سفره .. حيث قال: (أنا جئت إلى هذه البلاد للفسحة .. وبلهجة شعبية سعودية "لأوسع صدري" ولو أطلقت النار على جيرانك فلا بد من ردهم بالمثل وربما أكون أنا الضحية)!
وقصة أخرى لصديق يسافر كثيراً إلى بلد معين .. ثم توقف فجأة وقيل له بعد حادثة خطف وقعت في ذلك البلد .. (سافر ولا تهتم فإن هذا الحادث نادر .. ولا يقاس عليه) .. وهنا رد بكل تعقل .. ومن يدري فقد أكون أنا النادر في المرة القادمة!
وأخيراً: خلاصة القول إن رحلة الصيف ليست ضرورة .. وإنما المهم أن يتمتع الموظف أو الطالب بإجازة يغير فيها أسلوب حياته حتى لو قضاها في مدينة أو في ريف من الأرياف القريبة منه .. والمهم ألا يتحمل الديون من أجل أن يقال إنه سافر وعائلته إلى أوروبا لمجرد التفاخر ولو كان غير قادر على ذلك!