زيادة الطروحات تفتح شهية المستثمرين وتحقق تطلعاتهم
لا شك أن السوق السعودي لا يزال في حاجة إلى مزيد من الطرح ليتوافر له العمق وليوفر للمتداولين عددا أكبر ونوعيات مختلفة تضمن التنويع والتميز. علاوة على أن زيادة العدد تدعم الاقتصاد السعودي وتحقق تطلعات الراغبين في الاستثمار من خلال تملك أنشطة قائمة ورابحة.
والملاحظ أن الفترة الحالية حفلت (نحو السنة وعشرة أشهر) بمجموعة من الطروحات لشركات حديثة التكوين وبامتيازات معطاة لها إلى شركات قائمة وتمارس نشاطها وتحقق أرباح لملاكها. ويبلغ عدد الشركات مدار التحليل 11 شركة في مجالات متعددة من التأمين للفندقة والسياحة إلى نشاط التجزئة والأسمنت والبناء والتشييد والتصنيع.
في ظل الوضع الحالي السلبي السائد سيتم تقييم الوضع من عدد من الزوايا أهمها الربط بين حجم الطلب وقت الاكتتاب والسعر القائم حاليا. وهناك عدد من المسلمات التي تتداول في السوق حول تأثير الاكتتابات وربما عدم القدرة على التغطية من قبل الأفراد وارتفاع سعر الطرح يؤثر في الاكتتاب ونجاحه. كما أن الطرح خلال انخفاض السوق قد يجذب سيولة أقل، والتي ربما يفهم منها أن الطرح سيؤثر سلبا في السوق واستمراريته. كما يجيب عن حقيقة أن هناك مغالاة في تسعير الطرح وغيرها من التسأولات التي تهمنا ولها أثر في سوقنا. الدراسة عرضت نتائج وحللتها من خلال الواقع ومن خلال إقبال وتغطية الأفراد من عدمها وحجم الأموال المجمعة لتجيب عن التساؤلات المطروحة.
#2#
أهمية الموضوع تنبع من تشجيع الطرح واستمرارية دخول الشركات التي تصب في مصلحة الاقتصاد السعودي من خلال عمق سوقه. والإجابة عن التساؤلات تعكس أرضية صلبة لاستمرارية النشاط الذي شهد تراجعا في فترات ونموا وتسريعا ففي فترات خاصة أن فترت القياس تميزت بانخفاض وتراجع السوق.
المتغيرات المستخدمة
مؤشرات النجاح نابعة من حجم التغطية، عدد المكتتبين، حجم الأموال المجمعة، عمق الطرح، وسعر الإقفال عند الإدراج، والسعر الحالي، وسعر الطرح. حيث تمت تغطية آخر 11 عملية طرح خلال العامين الماضيين.
الطرح في السوق السعودي
تم طرح نحو 299.3 مليون سهم وتم تجميع نحو 6389.9 مليون ريال جزء كبير منها تم إعطاؤه للملاك القدامى في شركات الطرح (4369.9 مليون ريال) والباقي احتفظت به الشركات المصدرة. الوضع الذي تتضح معه شهية السوق واستعدادها لامتصاص الكميات المتاحة والمعروضة. على الرغم من أن معظم فترات الطرح كانت عند نزول السوق وليس صعوده، الوضع الذي يفند مقولة تأثير الطرح في السيولة وعدم نجاحه وأن التخوف من زيادة أو ارتفاع حجم الطرح. كما وأن ارتفاع عدد المكتتبين وانخفاض مبلغ الاكتتاب المدفوع لا يستلزم سيولة مرتفعة ويعزز التغطية.
طرح بعلاوة إصدار
خلال العامين الماضيين تم إدراج ست شركات بعلاوة إصدار معظمها وليس كلها تمت تغطية اكتتابها بأكثر من الضعف في حين لم تتغط بالكامل من قبل الأفراد شركة واحدة هي الخضري. وكانت التغطية المؤسساتية هب الفيصل في الطرح والداعم له حيث تم إعطاؤها المتبقي والذي غطى بحجم تغطية كبير. مما قلل من فرص فشل الاكتتاب وقلل فرص التغطية من متعهد الاكتتاب. والملاحظ أن ارتفاع حجم الأسهم المخططة يعزز اكتتاب الأفراد نظرا لجاذبية احتمال التخصيص لهم. والملاحظ أن ارتفاع سعر الطرح خلق جاذبية أكبر نظرا لارتفاع الربحية (صغر المكرر) واحتمال الحصول على الأرباح في فترات قصيرة والاستفادة من الاستثمارات مقارنة بصغر سعر الطرح. أعلى تغطية حصلت عليها تكوين وأعلى سعر كان من نصيب الطيار وأعلى أموال جمعت كانت من نصيب الطيار وأعلى عدد مكتتبين من نصيب الطيار وأعلى سعر طرح كان من نصيب الطيار وأعلى ارتفاع سعري بعد الطرح كان من نصيب تكوين وأعلى استمرارية ارتفاع السعر إلى اليوم كان من نصيب اكسترا كما هو واضح من الجدول رقم (1). وهناك شركة واحدة تراجع السعر فيها عن الطرح وحتى اليوم وهي الخضري وليس مصادفة انخفاض اكتتابها بالتالي على الرغم من توزيعها الربح والأسهم المنحة.
طرح دون علاوة إصدار
حسب الجدول رقم (2) نجد أن هناك خمس شركات تم طرح أسهمها في السوق بالقيمة الاسمية عشرة ريالات. جميعها تم تخصيص أسهمها. وكانت نسبة التغطية تجاوزت الضعف في الكل في حين حققت الإنماء طوكيو مارين أعلى نسبة تغطية تجاوزت 14 ضعفا. جميعها حققت ارتفاعا جيدا في السعر عمد الإدراج وجميعها نما سعرها بصورة كبيرة. في حين تجاوز عدد المكتتبين مليونا ما عدا عناية للتأمين. كما حقق جميعها نسبة مرتفعة من جمع الأموال تجاوزت مليارا ما عدا شركتي التأمين. والملاحظ أن أغلبية الشركات غير منتجة وجديدة ما عدا أسمنت نجران وأسمنت الجوف (ربما حاولت التأخر لتجنب علاوة الإصدار). ولعل ارتفاع كمية الأسهم المطروحة جذبت مكتتبين أكثر وسيولة أكثر، مما يعني أن كبر حجم الإصدار لا يؤثر سلبا في الطرح بل يدعم نجاحه كنا هو ظاهر من الجدول رقم (2).
مسك الختام
الملاحظ أن شهية السوق وإقبالها تكون على الشركات الكبيرة أعلى من الصغيرة لضمان تخصيص كميات أكبر. وأن الطرح دون علاوة إصدار جذاب ويغطي بصورة أكبر من الشركات بعلاوة إصدار وهو أمر مقبول ولكن النمو السعري بعد الطرح لا يختلف كثيرا. كما أن مقولة الاكتتابات تؤثر في السيولة وضع غير مقبول نظرا لصغر حجم الاكتتابات من طرف الأفراد.