رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


عسير بصوت الأمير

لا غرو أن تكون ''السياحة في عسير'' هي رؤية الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير. يتجلى ذلك من خلال العرض الذي أنتجه شباب عسير بصوت الأمير للدعوة لسياحة داخلية نقية. فقد سبر أغوار هذه المنطقة من البحر الأحمر غربا إلى الربع الخالي شرقا وترسخت له قناعات الخيار الاستراتيجي باتخاذ السياحة كمورد استراتيجي للمنطقة. لم تأت هذه الفكرة وليدة اللحظة، بل إنها اقترنت بمستقبل عسير الحديث منذ أكثر من 40 عاما.
الانطلاق من مقومات المنطقة هو أفضل استثمار لخلق الفرص الاقتصادية. وعسير تمتاز بالعديد من ميزات الطبيعة التي تقوم عليها صناعة السياحة والآثار والترفيه. فهل استغلت هذه المقومات أم ما المعوقات التي أثرت في النمو الاقتصادي العام لعوائد السياحة؟
قوة الاقتصاد في وجود الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ذات الأثر الإيجابي في الاقتصاد السياحي للمنطقة. تتوافر للمنطقة مقومات الاستثمار السياحي الطبيعية، مناطق جذب سياحي وآثار يمكن أن تستثمر كوسيلة جذب طوال العام، وإمكانية لاستقطاب وتوظيف موارد الترفيه العائلي.
المعوق الذي يواجه السياحة في المنطقة هو توافر الفكر الاستثماري ذي الهدف الاستراتيجي. فأغلب مشاريع السياحة في المنطقة مشاريع عائلية أو مستثمرون أفراد، لا تتوافر لهم الخبرات التي تمكنهم من تطوير القطاع السياحي كما يأمله المتفائلون بمستقبل هذه المنطقة. إضافة إلى أن هذه المشاريع تعاني توافر الدعم المادي الذي يسهم في دوران عجلة القطاع الاستثماري.
غياب مؤسسات الاستثمار وشركات الاستشارات والتطوير يعد من أهم معوقات عدم تطور القطاع السياحي في عسير خصوصا في بقية المناطق المنافسة لها. ضعف مراكز البحث والتطوير الداعمة لتوطين ثقافة السياحة كخيار استثماري للمنطقة يؤثر كثيرا في ضعف هذا القطاع.
المال هو عصب الحياة، والفكر الاستثماري وتوافر الفكر الإداري يمثلان الدم والروح لهذا الجسد متى توافر الدعم الرسمي والدعم الأكاديمي فستنطلق السياحة كما هو مراد لها، وفي غياب أحد هذه العناصر لن تتجاوز السياحة جمال الأجواء، مع غياب لبقية المقومات من سكن، ونقل وترفيه.
تطوير السياحة يجب أن يسبقه تطوير في ثقافة المجتمع المحلي، بأن السياحة مورد اقتصادي وفرصة لخلق وظائف ثابتة ومؤقتة تعود بالنفع العام. لا يمكن أن تدخل شركات الاستثمار ذات الرؤى العالمية في ظل وجود منتجات سياحية ضعيفة تنافس في الأسعار حتى مع انعدام الجودة.
غياب مؤسسات الإقراض وشركات الدراسات عن الساحة السياحية في عسير يؤثر سلبا في عطاء هذا القطاع المؤثر. أنشأت المملكة العديد من مؤسسات الإقراض لمساعدة المشاريع الصغيرة للانطلاق، لكن أهمية وجود مؤسسات إقراض متخصصة مدعومة من قبل الحكومة لتطوير القطاع السياحي أصبحت ضرورة ملحة.
مبلغ الإنفاق السياحي الذي تنفقه الأسر السعودية للسياحة الخارجية يتوقع أن يصل إلى 20 مليار دولار هذا العام (''الجزيرة'' عدد 14496). نسبة كبيرة من هذا الإنفاق يمكن أن يعاد توجيهه للسياحة الداخلية إذا توافرت للمستهلك خيارات السياحة النقية الخارجية.
الاعتماد على مشاريع فردية أو مشاريع صغيرة لا يخلق استدامة لقطاع السياحة، إضافة إلى أن غياب برامج الجذب السياحي يؤثر كثيرا في تجاهل هذه المنطقة ضمن خيارات السائحين.
أن تكون عسير هي رؤية وحلم الأمير كما هي رؤية أغلب سكان المنطقة أن تكون وجهة سياحية ذات مردود اقتصادي على المنطقة، يجب أن تكون خيارا استراتيجيا نعمل عليه جميعا حتى يتحقق. ووجود هذه الرؤية هو المحرك الرئيس لتحقيق هذا الحلم، شكرا لك سمو الأمير وآمل أن تتحقق رؤيتكم لعسير الوجهة السياحية قريبا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي