شكرا سيد بلاتر
بعث جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بتعزيته للرئيس العام لرعاية الشباب، وأظهر امتنانه له متى قام بنقل تعازيه لمقام خادم الحرمين الشريفين وللأسرة الكريمة والشعب السعودي. وأردف رجل ''فيفا'' القوي بخطاب تعزيته بأن ''فيفا'' سينكس علمه حزناً وتعاطفاً مع مصابنا الجلل.
لست بصدد الحديث عن رجل الأمن الأول نايف بن عبد العزيز ولا عن مصابنا فيه لأن ''الحرف يعجزه معناه'' والحزن أكبر من أن يصور، ولكن خواطر وأشجان تداعت واسترسل التفكير في سمائها بعد هذا الخطاب فاستحالت ''استغراباً بحجم الحرقة'' أي مكانة وصلنا إليها؟ وأي تأثير نمتلكه في الصعيد العالمي؟
آسف لم آتِ من الزمن البعيد، فقط اعتبروها ألف باء التفكير وكأني أفقت للتو من نومة شابهت نومة أهل الكهف فتنفست ''كبرياء وطني''، ومددت يدي أخاطب ''نجمه العالي''، نعم نحن كذلك لنا الصدر دون العالمين أو القبر ''وأردفت ذاكرتي بخيلاء'' نعم وألف نعم، ألسنا نحن من عالج أرض الكنانة حين ضربت ''خاصرتها يد الإرهاب'' فأعدنا لها حضورها الرياضي عالمياً بمساندة ''الشجاع الراحل فيصل بن فهد''، بل طاولنا السماء بمجدنا وجدودنا واستضفنا كأس العالم للشباب ونجحنا بكل تفوق، فأصبح المسرح الرياضي بنا حافلاً ومرحباً بأحلى أهازيجه، فكيف اختفت تلك القوة وذاك الحضور؟ ولماذا غدت رياضتنا ''كالطير مقصوصاً جناحاه يختفي في الزوايا'' فلا حضور مشرفا ولا قدرة على التنظيم والقيادة، أتُرانا فقدنا الكفاءات أم أنه اختلاف الهمة والطموح، كلا ''فبلادنا ولادة وأرضنا لم يصبها العقم''، فالسبب حين نفتش وندقق البحث يتمثل في ضعف ''الإنفاق الحكومي'' فلا بنية تحتية رممت ولم يضف بناء جديد يواكب العصر، إضافة إلى ''المبالغة في تكلفة المشاريع'' الحالية، مما يضع عائقا يحول دون إقرارها، ثم إننا افتقدنا لفترة طويلة القيادات الإدارية المتمكنة والقوية في الأندية التي هي السند الأول للمنتخبات، فضعفت الحركة الرياضية فنياً بعد أن ضعفت منشآتها بفعل تقادم الزمن، وسبب آخر هو أكثر قسوة أننا ما زلنا أسرى لفكرة تقول ''الرياضة موهبة والرياضة لتقوية الجسم والرياضة لقتل أوقات الفراغ'' ونقف هنا دون حراك وفاتنا أن القطار سار بعيداً وأبحر بها في عباب الاقتصاد والاستثمار وخلق الفرص الوظيفية وأصبحت الرياضة فرعا لسياسة من نوع آخر لها عالمها الخاص، تنكس الأعلام حيناً ويخطب ودها من أراد الحضور الصاخب على أرضه مهما تصاغرت مساحتها واشتد هجير الشمس في نواحيها حيناً آخر.
ما جال في خاطري كان تعبيرا عن مقولة توارثناها تفيد بأن العجز هو ''عجز القادرين على الكمال''، فهل تقاعسنا عن بلوغ الصدر وأن نكون الأوائل رياضياً مع ''امتلاكنا أدوات النجاح''؟ ولأن الإجابة ستكون تساؤلاً آخر: كيف نجحنا في وقت مضى وأصبحنا الآن ''نلهث عاجزين'' عن اللحاق بالركب؟
متفرقات
- حقيقة كرة القدم: عنوان كتاب له قراؤه وناشروه المتطوعون - متوافر على الشبكة العنكبوتية - كُتب كبحث علمي يؤصل لحقيقة كرة القدم وموقف الشرع منها ''وفق وجهة نظر كاتبه''. ما جاء في ثناياه يوضح جزءا كبيرا من إشكاليات الفهم لحقيقة الرياضة لدينا ''وجفاء جزء من المجتمع لها''. قد يكون لي عودة مع ما جاء فيه في مقالة قادمة لأنه يستحق ذلك فعلاً.
- البطولة العربية تتنفس: البطولة العربية ما زالت تتنفس وفيها روح تذكرني بأغنية الحلم العربي، فهي صوت لا واقع لها ولا أثر، ما الفائدة من إقامتها خصوصاً أنها تتزامن مع وقت إقامة البطولة الأوروبية؟ استحوا شوي وغيروا التوقيت أخف للفضائح، أجل يومين من بداية البطولة وكل منتخب يهدد بالانسحاب، واضح النفوس شينة.
- رعاية الأولى في مهب الريح: تشير المصادر إلى انسحاب شركة صلة المسوق للبطولات السعودية، كون الشركات التي دفعت رسوم كراسة الشروط لم تتقدم بعروضها، مما يعني بقاء الوضع على ما هو عليه، ولكن الأمل يبقى في أن تسهم الرابطة الأم في دوري زين ''بشيء من مداخيلها'' لإنعاشه حتى توفر مدخولا ثابتا. ردد يا ليل ما أطولك.
- حقيقة عقد الحارثي: حين التوقيع ذكر الهلاليون أن مدة العقد ستة أشهر تحت التجربة، والآن ظهر العقد الصحيح وأنه سنتان وستة أشهر، من أخفى الحقيقة في ذلك الوقت ولمصلحة من؟
- أتعهد ألعب زين: تقول الأخبار أن إدارة النصر أقنعت ماتورانا بضم ريان بلال للمعسكر بعد أن قدم تعهداً خطياً بأن يقدم نفسه بصورة مغايرة عن العام الماضي، حقيقة سابقة تحسب لإدارة الفكر والإبداع، طيب سجلوا عليه تعهد خطي يسجل أهداف أفضل.
الخاتمة
من كلام الحكماء: من تعلم كثيرا عن الآخرين قد يكون متعلما، أما من يفهم نفسه فهو أكثر ذكاء، ومن يتحكم في الآخرين قد يكون قويا، أما من ملك زمام نفسه فهو الأقوى.