سلمان .. والحرص على المعلومة الصحيحة
كنا نقول إن الأمير سلمان بن عبد العزيز صديق الصحفيين.. والحقيقة أنه ليس صديقاً للصحفيين فقط وإنما صديق لكل مَن يتعامل مع الكلمة مؤرخاً وباحثاً وكاتباً .. وبمعنى أدق هو صديق للمعلومة الصحيحة، فهو يسعى حينما يطلع على مقال أو بحث أو يستمع لحديث إذاعي أن يوضح لصاحب الشأن ما به من معلومات غير صحيحة .. أو إضافة تفاصيل للمعلومة الواردة أو سؤال عن المصدر .. وهذا الجانب في سموه فطرة ''والطبع يغلب التطبع'' كما يُقال .. ولو بحثنا في التاريخ لوجدنا أن الرجال الذين يتصفون بهذه الصفة، أي الاهتمام بصحة ودقة المعلومة هم قادة عظماء تتسع دائرة معارفهم وثقافتهم في جميع الحقول ويصنعون نجاحاً لا يقدر عليه الآخرون الذين لا يهتمون بالمعلومة أو مدى صحتها.
ومن هنا قُوبل اختيار الملك عبد الله للأمير سلمان ولياً للعهد خلفاً للراحل الكبير نايف بن عبد العزيز ـــ يرحمه الله ـــ بالارتياح من جميع الأوساط، لكون سموه الأقدر على فهم طبيعة المرحلة والتحديات المحلية والإقليمية والدولية.
وعودة إلى حرصه على دقة المعلومة فكم قرأنا توضيحاً لسموه يدور حول المعلومة ويسعى لتجليتها بلغة رصينة فهذا الكبير لا يرى إلا المصلحة، ولا تلهيه الهموم الكبيرة (التي نعرف والتي لا نعرف) عن أدق التفاصيل، ولذا فإن للأمير سلمان مع كل كاتب ومفكر قصة، فهو القارئ الأول للإعلام السعودي ولا تقتصر اهتماماته على مجال معين، أو نمط محدد، كما أنه يسأل عن المواضيع المهمة والرئيسة دون أن يغفل الصغيرة والبسيطة، ومن ذلك أني كتبت ذات يوم مقالاً عن شجيرة من القطن تسمى ''حريملة'' وذكرت أنها من النوع الفاخر الذي كانت تصنع منه وسائد السلاطين قديماً .. وجاءني الاتصال في يوم نشر المقال للتأكد من المصدر، وكنت أحتفظ بنسخة من صفحة في أحد المعاجم اللغوية يتحدث عن شجيرة القطن بمسماها الذي ذكرت .. وغير هذه الواقعة تلقيت وغيري من الكتاب والمؤرخين والباحثين ملاحظات وأسئلة من سموه حول العديد من المقالات والبحوث، وخاصة ما يتعلق منها بتاريخ بلادنا.
وأخيراً: هذا جانب مهم من جوانب شخصية سلمان بن عبد العزيز يضاف إلى صفات عديدة منها الحزم ودقة المواعيد ومتابعة الأعمال حتى حقق النجاحات الكبيرة، ليس فقط في بناء عاصمة بلادنا .. وإنما في المجالات الخيرية والإنسانية التي تشهد لسموه بقصب السبق في إرسائها على أسس قوية.
شكراً للإخوة في الكويت
لا بد من كلمة شكر للإخوة في الإعلام الكويتي على موقفهم النبيل تجاه مشاركة الشعب السعودي مصابه الجلل بفقد الأمير نايف بن عبد العزيز، فقد قطعت المحطة الرئيسة لتلفزيون الكويت برامجها العادية على مدى الأيام الماضية وقدمت أحاديث ومقابلات عن صفات الراحل الكبير، ليس من داخل الكويت فقط، وإنما من مختلف العواصم العربية والعالمية .. ومثل ذلك فعلت إحدى المحطات الكويتية الخاصة، قناة ''الوطن''، فشكراً للأشقاء على شعورهم ومواساتهم الطيبة لنا جميعاً وليس ذلك بغريب عليهم.