الصيف والسوق
الحديث خلال الفترة الحالية انصب على أن السوق (سوق الأسهم) والصيف لا يتفقان، فمع موسم الإجازات والسفر تقل أو تنخفض القدرة على المتابعة ويخمد النشاط وربما ينخفض مؤشر السوق ويتراجع. ونظرا للأوضاع العالمية حاليا وموسم النتائج نجد أن هناك تغيرا في السوق من زاوية التحرك والنمو مقارنة بالأعوام الماضية. وبالتالي نجد أن ما يحرك السوق هو الحدث والمعلومة التي يؤدي توافرها على المستويين المحلي والدولي - سواء كانت إيجابية أو سلبية - إلى ارتفاع أو انخفاض السوق. وفي الأسبوعين الماضيين دخلت السوق معلومات سلبية وأخرى إيجابية عالمية وحدث سياسي محلي وتفاعل السوق معها إيجابا وسلبا حيث ارتفع المؤشر وعاود المؤشر الهبوط. كما شهدنا في الفترة الماضية ارتفاعا وانخفاضا في مستوى السيولة (البعض رد ذلك لضخ من الصناديق السيادية بصورة مخالفة للمتوقع).
لا شك أن الصيف يؤثر ولكن المعلومة لها أثر أكبر، خاصة أن موسم النتائج في الربع الثاني سيكون في منتصف الفترة ليدحض التوقعات حول تفاعل وتحرك السوق. ولعل الموسم القادم (رمضان والعيد) سيكون أيضاً ملامسا لفترة النتائج ويتحرك معها السوق حسب النتائج المتحققة لينخفض ويرتفع حسب نوعيتها وأثرها ثم ما يدور على الساحة الدولية. الوضوح والمعلومة لا شك أنهما محرك ومؤثر في السوق وفي توجهات المتداولين وتتنوع في طبيعتها وتأثيرها بدءا من حدوث الربح لتوزيعه واستمرارية نمطه وانتهاء بالمتغيرات الحساسة كالتوسع والنمو في الأسواق والمبيعات.
ولعل الواقع هذا يفرض على الشركات والسلطات الرسمية التركيز في الفترات القادمة على وسائل تضمن من خلالها نشر والإعلان عن المعلومات التي تضمن استمرار توعية المتداول في السوق وترشيد قراره حول السعر الممكن لسهمه. فالربح ومعدل نموه واستمراريته والمبيعات وهيكل التكلفة والموازنات المختلفة على تنوعها وخطط الإنتاج، معلومات متوافرة ومتباينة موجودة ولا تعد خلطة سرية ويحتاجها السوق. وهي بيانات ستعلن لاحقا وتنشر في مختلف الوسائل ولن يعد معرفتها مسبقا انتهاكا أو تسريبا نظرا لأنها معلومات تخص شركات عامة وليست خاصة. وعلى قولهم ''معلومة بفلوس بكرة ببلاش''. ولعل التركيز على الإفصاح أساسا لهدف واضح ومحدد هو منع الاستغلال والاستفادة من المعلومة على حساب الغير وبالتالي لن تكون ذات أثر للبعض على حساب غيرهم.