نايف .. وحماية الوطن بالمواطن
رحل نايف بن عبد العزيز ــــ رحمه الله تعالى ــــ ولكنه لم يرحل من قلوب امتلأت بحبه في هذا الوطن الشامخ، لن يرحل من عيون اعتادت أن تنام ويبقى الأمن مستتبا، دون أن تخالجهم أي مشاعر خوف أو ريبة. لم يختلف نايف بن عبد العزيز الإنسان عن أشقائه ممن أعطوا من أعمارهم ومن راحتهم ليرتقي هذا الوطن وأبناؤه.
إن الفقيد الراحل قائد أرسى قواعد الأمن الوطني، إنسان صاحب رؤية ورسالة. أشرك المواطن في حماية الوطن عندما قال ''المواطن هو رجل الأمن الأول'' حتى تترسخ هذه النعمة بين المواطنين فيحافظوا عليها، وحتى يشعرهم بمسؤولياتهم التي ينتظرها منهم وطننا الغالي. فكانت النتيجة أمن ورفاه ينعم به المواطن والمقيم.
أياديه البيضاء شملت كل مناحي الحياة، حماية أمن ورعاية الحجيج مسؤولية لا يطيقها إلا العظماء من أمثال نايف بن عبد العزيز ـــ رحمه الله ـــ، حماية حدود المملكة من عمليات التسلل والتهريب، وعمليات مكافحة المخدرات ومجرمي الشوارع، إرساء نعمة الأمن على المواطن في المدينة وفي القرية، في الحل والترحال، كلها نعم نسأل الله أن يجازيه بها خير الجزاء.
كل هذه الأمور تعد جوانب مشرقة تحتاج إلى قائد محنك ليديرها وينظم تسلسلها، ومع هذا فإن دور سموه في نزع فتيل الإرهاب ومعالجة أصحاب الفكر الضال، تعد من أهم إنجازاته التي يشهد بها القاصي والداني. فلولا الله ثم الحكمة التي تعامل بها الأمير نايف وملوك هذه البلاد لما نزعت هذه الفتنة ولعادت بالمجتمع إلى العصور الغابرة.
في عهد سموه تطورت المؤسسة الأمنية تجهيزا وعتادا وفكرا. فاهتم باكتمال التجهيزات وتطويرها على أحدث ما وصل إليه العالم. كما حرص على تزويد مختلف القطاعات بالرجل القوي الأمين، ثم أكمله بالمؤسسة التعليمية ''جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية'' التي تميزت بعلومها الأمنية والعدلية التي تمزج بين خبرات مسؤولي الأمن في العالم العربي وتخدم الأمن الوطني والقومي.
خالص العزاء لمقام والدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين، وللأسرة المالكة الكريمة، وأبناء وبنات الفقيد، وللوطن عامة. ونسأل الله أن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان، وأن يجعل مثواه الجنة وأعاننا الله في مصابنا. ''إنا لله وإنا إليه راجعون''.
كما نجدد ولاءنا وثقتنا بقادتنا. ونسأل الله العون للأمير المحبوب سلمان بن عبد العزيز على الثقة الملكية الغالية بتعيينه وليا للعهد، فهو رجل هذه المرحلة الذي تبنى عليه آمال عظيمة، وهو العون لخادم الحرمين الشريفين ليسير بهذه البلاد لما فيه الصلاح والخير. ونبارك للأمير أحمد بن عبد العزيز هذه الثقة الغالية بتعيينه وزيرا للداخلية، وهو أهل لهذه الثقة، وقد نال من مدرسة نايف الأمنية الكثير. وندعو الله أن يحفظ بلدنا وأمننا وقادتنا إنه مجيب الدعاء.