تفاعل السوق.. انعكاس للأحداث

مع نتائج آخر يوم تداول في الأسبوع الحالي في الأسواق العالمية، نجد أن اللون الأخضر كسا جميع اتجاهات أسواق الأسهم سواء في العالم الناشئ أو المتقدم علاوة على أسواق السلع الأولية من النفط والذهب وغيرها في ظل الأوضاع العالمية التي نعايشها الآن. والسؤال لسوقنا هل سيكون إيجابا وموازيا لما حدث يوم الأربعاء من تحسن وطلوع. فالأسبوع الماضي شهد سوقنا أربعة أيام نموا وتحسنا، ويوم واحد (الثلاثاء) شهد تراجعا. ومع الحركة حقق السوق نموا في الأسبوع الماضي فهل يكمل السوق رحلة صعوده ويعود لمستوياته السابقة؟ الظروف ككل متوافرة لدعم الصعود والنمو بعد حموة الهبوط والجدل حول أوضاع السوق العالمي والكساد.
نقترب من نهاية الربع الثاني والملاحظ حسب بيانات مؤسسة النقد لشهر نيسان (أبريل) حققت البنوك أرباحا تراكمية (بما فيها البنك الأهلي) زيادة في الربحية مقارنة بالعام الماضي من نيسان (أبريل) بنحو 2.268 مليار ريال حيث بلغت الأرباح التراكمية 12.524 مليار ريال، الوضع الذي يعكس زيادة بنحو ٢٢ في المائة وهي متراجعة بنحو 110 ملايين عن مقارنة النتائج الربعية في آذار (مارس). في حين أن زيادة أرباح قطاع الأسمنت يتوقع لها أن تزيد بنحو ١٠ في المائة عن الربع المماثل من العام الماضي نتيجة لتحسن وزيادة إنتاج جميع الشركات حسب الإحصائيات المعلنة.
يتوقع للنتائج أن تظهر في منتصف العطلة الصيفية وذلك قبل بداية شهر رمضان ومع عودة معظم المصطافين وقبل المدارس التي يتوقع لها أن تكون مع نتائج الربع الثالث. على الرغم من حساسية التوقيت لكن حجم السيولة المتطلب لحركة السوق ليس بالكبير فالسوق تحرك إيجابا يوم الأربعاء الماضي وبحجم سيولة أكبر من أربعة مليارات ريال ولكن الأقل منذ فترة طويلة. السوق يحتاج في الفترة القادمة إلى الهدوء وعدم الضغط عليه سلبا بأي نوع من الفرقعات الإعلامية وخاصة أوروبا وأحداث اليونان ليتلمس طريقه نحو عكس القيمة المعقولة له.
لا يختلف اثنان على أن النتائج يتوقع لها أن تصبح إيجابية وتظهر نموا مقارنة بالربع الأول والربع المقارن بصورة أفضل. ولعل الأوضاع العالمية حاليا وأداء أسعار المواد الأولية وانخفاض احتمالات استمرار الكساد ربما تدفع الأسواق العالمية والعالم نحو التحسن. معظم السياسيين يركزون على أهمية تحسن الظروف العالمية وتحسين التوقعات حول اتجاهات الاقتصاد العالمي. الشرق الأوسط والعالم مر بفترات عصيبة واستمرار الضغط سيدخل العالم في دوامة كبيرة لا تعرف متي نهايتها. فهل يعضد السوق التطلعات الإيجابية ويستمر في التحسن أم يراهن على أن الاقتصاد العالمي هش ويمكن أن يتراجع؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي