إفريقيا والشرق الأوسط قادرتان على التفوق على الصين في تصنيع السلع منخفضة التكلفة
أشار التقرير الربعي لشركة إرنست ويونج حول توقعات أداء الأسواق سريعة النمو لعام 2012، إلى أن إفريقيا والشرق الأوسط تتمتعان بإمكانات جيدة تجعلهما قادرتين على التفوق على الصين والتحول إلى مركزين رئيسيين لتصنيع السلع منخفضة التكلفة. ويتوقع التقرير أيضاً أن تنمو صادرات إفريقيا والشرق الأوسط بنسبة تتجاوز 12 في المائة على مدى العقد المقبل.
وفي تعليقه على هذا التقرير، قال بسام حاج، رئيس الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة إرنست ويونج: ''في حين أن الصين لا تزال تتمتع بقدرة تنافسية عالية جداً، إلا أن ارتفاع الأجور يفتح باباً من الفرص أمام كل من إفريقيا والشرق الأوسط. وفي ظل التزايد السريع في أعداد القوى العاملة في هاتين المنطقتين، تمتلك هاتان المنطقتان القدرة على التحول إلى مركزي التصنيع العالميين القادمين، وربما سيتفوقان على الصين في الوقت الذي تركز فيه على تصنيع السلع ذات القيمة المضافة الأعلى. ولكن لكي يتحقق ذلك، لا بد من الاستثمار في تطوير البنية التحتية ومواصلة بذل الجهود لتعزيز روح ريادة الأعمال. كما وينبغي على الأسواق سريعة النمو دراسة تجربة الصين والتعلم من نهجها الناجح الذي يشجع الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي لعبت دوراً مهماً في اكتشاف وردم الثغرات الموجودة في السوق ودفع عجلة نمو سوق التصدير الصينية''.
وتضم قائمة الأسواق سريعة النمو 25 سوقاً، من بينها قطر والإمارات والسعودية ومصر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وستواصل قطر تسجيل أسرع معدلات النمو بين أسواق المنطقة، بنسبة نمو تبلغ 7 في المائة في عام 2012، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى التوقعات التي تشير إلى أنه سيكون هناك إنفاق حكومي قوي وصادرات كبيرة إلى الأسواق الآسيوية، في حين أن مصر ستكون الأبطأ نمواً، وذلك بنسبة 1.2 في المائة في عام 2012 و3.5 في المائة في عام 2013 مع مخاطر بحدوث تراجع في هذه السوق.
أنماط التجارة
وستسهم التطورات التكنولوجية والتوسع الصناعي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في تحول المعادن والمواد الكيماوية وغيرها من السلع ''الوسيطة'' إلى جزء متزايد الأهمية من صادراتها في ظل سعيها المستمر لحجز موطئ قدم لها في سلسلة التوريد العالمية. ومن المتوقع أن تنمو صادرات المنطقة إلى روسيا بنسبة كبيرة تصل إلى نحو 12 في المائة سنوياً من أسواق إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى و14 في المائة من أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومن المتوقع أيضاً أن يكون هناك تحول كبير في أنماط التجارة مع الاقتصادات المتقدمة، حيث تبحث هذه الاقتصادات على نحو متزايد عن أفضل الفرص التجارية المتاحة في الأسواق سريعة النمو. وتجدر الإشارة إلى أن حجم صادرات أوروبا إلى إفريقيا والشرق الأوسط في الوقت الحاضر يزيد بنحو 50 في المائة على حجم صادراتها إلى الولايات المتحدة.