أخيرا نتنسم الصعداء
تحرك السوق يوم الأحد وبصعود جيد ليعوض المتداولين جزءا من التراجعات التي حدثت في الفترة السابقة ويعوضهم عن خسائرهم قليلا. وكلهم أمل في استمرار رحلة الصعود في جو التطمينات العالمية على أن العالم لن يسمح بسيادة الكساد أو استمراريته، ومع انخفاض سعر الفائدة وقوة منطقة اليورو لا مانع من طبع مزيد من السندات فالتكلفة لا تزال منخفضة ويمكن تحملها من منطقة اليورو وأمريكا سبقتهم وطبعت سندات منخفضة التكلفة. سعر الفائدة وتكلفة الديون لا تزال في مقدور أوروبا والعالم تحملها للخروج من الضغوط الحالية ولتحقيق أهداف العالم في محاربة الكساد. ونقول ماذا يعني لنا، طالما أن لدينا فوائض لا نستطيع الاستفادة منها في توليد مزيد من الفوائض، فالقرض الحسن له مردوده إذا تلافي العالم الأزمات وربما مستقبلا يدعموننا حتى لا ندخل في أزمات مستقبلية إذا احتجنا لهم، وهو وضع مستبعد ولكن نحن مع ما يفيد الكل.
لعل الضغوط العالمية وتراخي قبضتها بعد موجة من الخوف والتردد خرجت قرارات عدة واضحة من معظم دول العالم حول أهمية الخروج من الكساد الذي طال أمده، نحو انتعاش طال انتظاره منا.
وأخيرا وفي يوم واحد تنسم المتداولون الصعداء مع اتجاه السوق نحو الصعود وكلهم أمل أن تستمر عملية الصعود فترة تعوضهم عن التراجع الحاصل وتحقق لهم ربحية تتناسب مع قيمة استثماراتهم وأدائها. خاصة أن السعر العالي الربحية في ظل مخاطر الاقتصاد السعودي ودرجة تأثره وعلاقتها بالمخاطر العالمية لمختلف الأسواق. وعليه يمكن بالتالي تقبل تحسن السوق في ضوء الأوضاع الحالية ما لم يحدث انحراف وتغير وظهور أزمات جديدة يمكن ان تدفع العالم نحو الركود وبالتالي التراجع والهبوط والدخول في أزمة جديدة. كل أسواق العالم وبمختلف ارتباطها تتفاعل إيجابا وسلبا مع الأحداث من مركز المنطق والتوجه الصحيح فمتى نكون على الأقل في الدرجة نفسها والاتجاه من التفهم والتفاعل وننسى أن هناك أزمة مرت ويجب أن نخاف أكثر مما نتشاءم.