رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


السباحة عكس التيار

عادة يقال لمن يسير عكس الآخرين في الرأي على أنه يسبح عكس التيار، ولعل اتجاهات السوق وتراجعه خاصة أمس الأول ضربة قوية لمن لا يعتقد أن الاتجاه النزولي الحالي غير منطقي أو مقبول. والتراجع الحالي مصدر قلق لمن لا يفهم أسباب النزول التي استندت إلى حقيقة أن العالم يواجه أزمة كبرى، ورؤيتهم أن الكساد لا محالة قادم ليأخذ فترة طويلة يأكل الأخضر واليابس.
وكانت هناك رؤية وطرح من قبل مجموعة عن تراجع السوق وهبوطه تصل لحدود لا منطقية لم ترها منذ سنتين، والآن الاعتقاد أنهم توفر لديهم معلومة لم تكن موجودة لدى الكل، بل تعداه الأمر إلى لوم البعض الآخر على خداع الأفراد وغشهم في عدم نصحهم بالخروج وقت الارتفاع ونسوا أن الخروج الجماعي كان سيسحب السوق في وقت مبكر، مقارنة بما تم الآن. القضية الكبرى أن الكل يعتقد أنه في الإمكان الخروج المبكر، وننسى أن العملية هي طرفان بائع ومشتر، ولا يمكن أن نكون الجانب الرابح دوما. الربح والخسارة في يد الفرد، حيث يمكن أن يبيع وقت الارتفاع والشراء وقت الانخفاض حتى يحقق الربح، والسؤال من يستطيع ذلك دوما والإجابة لا أحد. الفرد لديه القدرة المتوفرة للكل وهي عدم البيع بخسارة واختيار الأفضل والشركات الجيدة حتى لا يقع في المحظور.
الخيار في يدنا لترشيد القرار والحظ ليس لنا والله وحده هو القاسم للرزق والموجه والباسط للحظ لذلك يجب ألا نغضب لهبوط السهم أو ارتفاعه لنلوم الكل ما عدانا وننسى أن السنة 365 يوما وارتفاع اليوم لا يعني عدم الهبوط والعكس صحيح. والمستثمر ليس مجبرا على البيع إلا إذا تموّل وأجبر على التسييل. لذلك عندما نسبح عكس التيار ليس بسبب آخر سوى حظنا وبعيدا عن رؤيتنا بوجود نظرية المؤامرة. المهم أن الاستثمار والسوق لا يبنى على أيام أو على فترة، ولكن على مدى طويل، خاصة أن طبيعته هي طويل الأجل وليس قصير الأجل، كما لا يرى البعض. للأسف الضغط العصبي، الذي نعيشه بسبب الاستثمار المباشر خلّف نوعا من الرضا والغضب في المجتمع، وأثر في كثير صحيا، ولا ننسى أن الرزق من الله، وليس لنا يد فيه سوى الاجتهاد، ولا يعرف الغيب إلا الله، وأن الوقت ليس بكاف للتغيير وأن القناعة كنز لا يفنى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي