قرارات الإعلام .. خطوة مهمة لتطوير القطاع
الأسبوع قبل الماضي يستحق أن يُطلق عليه ''أسبوع الإعلام''، فلقد صدرت قرارات مهمة حول هذا القطاع، يأتي في مقدمتها قرار مجلس الوزراء بالموافقة على تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة عامة.. وكذلك وكالة الأنباء السعودية.. لكي تتمتع الهيئتان بشيء من الاستقلالية والمرونة التي نأمل أن تجلب لهما كفاءات عالية التأهيل والمهنية، وأن توفر لهما الأجهزة الحديثة التي حالت البيروقراطية في الماضي دون توفيرها.. كما تضمن قرار مجلس الوزراء خطوة مهمة لتوفير المعلومات للكاتب وللصحفي حيث ألزم الجهات الحكومية بتعيين متحدثين رسميين يجيبون عن كل سؤال ويوضحون كل الحقائق حول كل موضوع تتناوله الصحافة لكي تقدم للقارئ المعلومة التي يبحث عنها.. وأعطى القرار هيئة الصحفيين السعوديين دعماً كبيراً بتسجيل جميع الممارسين لمهنة الصحافة تحت مظلتها.. وفي الإطار نفسه صدرت موافقة وزير الثقافة والإعلام على تأسيس الجمعية السعودية لكُتاب الرأي لكي تجمع الكُتاب تحت مظلة واحدة وتعمل على رفع مستوى طروحاتهم مهنياً مما يمكنهم من أداء رسالتهم في المجتمع.
وعودة إلى قرار إنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون وهيئة وكالة الأنباء السعودية، أقول إن هذه الخطوة من شأنها تطوير هذا القطاع المهم الذي ظل مكبلاً بقيود الروتين والأنظمة المالية التقليدية في ظل منافسة غير متكافئة من القنوات التلفزيونية والإذاعية الخاصّة التي تدفع الرواتب والمزايا العالية التي لا أكون مبالغاً لو قلت إنها تصل إلى أربعة أضعاف ما يدفعه الإعلام الرسمي، وهذا بطبيعة الحال قد حدَّ من استقطاب الكفاءات المتخصّصة في شتى مجالات الإعداد والإخراج والإنتاج والتنفيذ، بل إن الكفاءات الجيدة قد تسرّبت إلى القنوات المنافسة بشكل ملحوظ وللتاريخ فقط نقول إن إيجاد هيئات الإعلام التي صدرت الموافقة عليها قد أُقرّت من مجلس الشورى.. ثم لم نعد نسمع عنها لسنوات حتى أخرجها من الأدراج ووضعها على الطاولة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة، الذي تابعها بشكل جاد، ''ولذا فهي تسجل ضمن الخطوات الجيدة التي تحققت في قطاع الإعلام في عهده.. ويبقى هذا القطاع في حاجة إلى المزيد من الخطوات لكي يتطور ويواكب الإعلام الحديث، وفي مرحلة لاحقة يفتح مثل بقية القطاعات لمساهمة المواطن فيه، مستثمراً ومشاركاً فعالاً سواء في المؤسسات الصحفية أو قطاع الإذاعة والتلفزيون، لكي تتسع الدائرة وتكبر أحجام ورؤوس أموال تلك الكيانات الضعيفة التي قد لا تستطيع المنافسة أو حتى الصمود والاستمرار في المستقبل.
وأخيراً: من المؤمل أن يكون مجلس الإدارة لكل من الهيئتين الإعلاميتين مُطعماً بالعناصر الشابة المتخصّصة في الإعلام الحديث، وأن يتوافر لشاغلي الوظائف القيادية والفنية فيهما التدريب المستمر والحوافز المماثلة لما يحصل عليه نظراؤهم في القنوات التلفزيونية والإذاعية ووكالات الأنباء العالمية بعد التأكد من مقدرتهم وقابليتهم للتطوير في ضوء معايير مهنية بحتة يُفترض أن يرضى الجميع بها حتى يتحقق الهدف المنشود وهو تطوير هذه الأجهزة المهمة، وليس مجرد تغيير مسمياتها.