الإنفاق والاستثمار والصيف
مع كل إطلالة شهر يونيو وخلال الفترة الحالية والتي توافق أكثر من مناسبة هي العطلة الصيفية ورمضان والعيد، وهي موسم إنفاق في نظر البعض أكثر من كونها ادخارا واستثمارا، ولعل الضغط هذه السنة ناجم من دخول نتائج منتصف العام أي لشهر يوليو. وبالتالي اختلف الكل حول أن صدور نتائج قوية وجيدة لن يؤدي إلى التاثير في السوق إيجابا، وبالتالي يرون أن الوضع سيستمر على ماهو عليه نظرا لأن المزاج في السوق سيكون إنفاقيا وليس استهلاكيا. وفي المقابل هناك من يرى أن ما يحرك السوق هو الربحية وأداء الشركات، ويتوقعون حدوث تاثير إيجابي مقارنة بالتأثير السلبي في السوق، وأن السوق سيتفاعل إذا كانت النتائج جيدة ومحفزة. والسؤال الذي يفرض نفسه هو هل الاستثمار في سوق الأسهم حدي أو أساسي، بمعنى أن الدخول في السوق من باب استثمار الفوائض لوقت الحاجة وبالتالي قرارات الدخول والخروج قصيرة أجل وليست طويلة أجل، وبالتالي النظرة للسوق هي تحقيق ربح سريع والخروج منها لتصريف الشؤون الأخرى وهي لا شك نظرة خطيرة وسلبية على الاقتصاد ككل. وإذا آمنا أن السوق الاستثمار فيها هو طويل الأجل فمثل هذه النظرة لا يمكن حدوثها، ومن المفترض أن تتفاعل السوق مع البيانات الإيجابية.
أهمية الفترة الحالية لنا في السوق المالية السعودية نابعة من أنها فترة مثلت تراجع الأسواق العالمية وخاصة الأزمات الأوروبية، وانتشرت النظرة القاتمة لدى الكل وبدأ الخوف من تأثر الشركات بدرجة والاقتصاد بدرجة أخرى. ولعل ظهور النتائج وتحسنها واستمرار النمو على الرغم من الضغوط العالمية يسهم بصورة إيجابية، ويخفف من الضغوط الحالية على السوق. وبالتالي يمكن أن نقول إن الفترة القادمة ستمثل بداية التحول وخاصة أن هناك ترقبا ومتابعة بصورة أكبر من الماضي للسوق السعودية ومختلف شركاتها. ولعل الخبرة التي تكونت للمتعامل في السوق والتطور الذي لحق به، وخاصة الدروس الغالية الثمن التي تعلمها، ستجعل رؤيته وتقبله وتفاعله مع النتائج والمعلومات أكبر بكثير من الماضي. وإن النظرة ستكون استثمارية نابعة من توجهات ادخارية، وليست مغامرة سريعة لتحقيق ربح سريع دون أسس سليمة. لا شك أن شهر يوليو سيحمل أكثر من رسالة لنا حول الشركات وأدائها، وحول تفاعل السوق، ونظرتنا كمتعاملين في السوق وبالله التوفيق.