منتدى سيهات الأدبي يعود إلىالحياة بعد توقف 15 عاماً

منتدى سيهات الأدبي يعود إلىالحياة بعد توقف 15 عاماً

ينوي عدد من مؤسسي منتدى سيهات الأدبي (عرش البيان) المعني بالشعر الفصيح ونقده، إعادة تفعيل أنشطته المنظمة المتواصلة في جلسات الأمسيات الشعرية، واسترجاعها بشكل نصف شهري إن لم يكن أسبوعيا كما كان عليه قبل قرابة 15 عاما ماضية، حيث يعمل صاحب فكرة المنتدى على تأليف كتاب يوثق فيه الحراك الأدبي الشعري وتاريخه في سيهات بعنوان ''شعراء مدينة سيهات حضارات وحوارات'' بحسب ما أفاد كل من الشاعرين عقيل المسكين وعبد الله آل إبراهيم.
ويرفض عقيل المسكين أحد المؤسسين الثلاثة لمنتدى سيهات الأدبي عرش البيان، صاحب فكرة المنتدى أن يقال بتوقف المنتدى وانقطاعه كعمل إصدارات كتابية وكنشاط شعري ينشر ويقرأ، قائلا: توقف المنتدى لا يعني توقف أنشطة الشباب والشعراء في إصداراتهم وطبعهم لكتبهم ومشاركاتهم في الاحتفالات الوطنية والمناسبات الدينية كأنشطة متفرقة، وإنما المنتدى توقف كنشاط منظم وجلسات أسبوعية متواصلة على مدى خمس سنوات منذ انطلاقته في عام 1413 حتى 1418 هجرية، والأخير هو التاريخ الذي انقطعت فيه الجلسات، كما أنه عاود أنشطته قبل عامين من الآن منفذا ست فعاليات خلال ستة أشهر متواصلة حضرها الرجال، واستمع إليها النساء صوتيا.
وأوضح المسكين لـ''الاقتصادية'' أن منتدى عرش البيان كان يضم مجموعة من شعراء المنطقة كمؤسسين وأعضاء بالتعاون مع اللجنة الثقافية في نادي الخليج بإقامة بعض الفعاليات والندوات النقدية والأمسيات الشعرية، حتى انبثق منه كأبرز النشاطات في ذلك الوقت أمسيات شعرية أسماها الشاعر علي آل إبراهيم ''أمسيات بديع الزمان الهمذاني الشعرية'' نسبة لشخصية أدبية تراثية شهيرة، ولا سيما أن المنتدى كان مخصصا في جلساته ونقاشاته للشعر الفصيح ونقد الشعر من عمودي أو تفعيلي أو الرمزي الذي لا يقوم على وزن، وإن تخللت الجلسات لقراءات عامية وأبوذية ومواليهكهامش من باب الفكاهة وليس بشكل رئيس.
وأرجع المسكين أسباب انقطاع جلسات المنتدى التي كانت أغلبها تقام في مجلس منزله في وسط مدينة سيهات التي يطلق عليها اسم (الديرة) في كل ليلة خميس، إلى تغير أحوالهم الشخصية من اختلاف أماكن وظائفهم وارتباط آخرين بحياة زوجية أشغلتهم رغم ما تميزت به الجلسات من نجاح واشتهار، إضافة لضعف الدعم المادي آنذاك، مشيرا إلى أن المنتدى كان يضم في جلساته خلال سنوات متواصلة لـ40 شاعرا من مدينة سيهات، واستضافة شعراء من بلدان عربية لتبادل الثقافات، في حين بات الآن عدد الشعراء النشيطين الذين أصدروا دواوين ونشروا كتاباتهم في الصحف قرابة 15 شاعرا.
من جانبه، أبان عبد الله آل إبراهيم أحد المؤسسين الثلاثة للمنتدى، أن الأمسيات كانت تهدف احتضان المبتدئين بطريقة سليمة مع ملاحظة الأخطاء وتصويبها، كون بعضهم تعتريه حالات من الخجل بإظهار نفسه أمام الجمهور، وهو ما يتطلب وجود لجنة تقوم على الشفافية في التعامل لإزالة حالة الخجل والاستفادة من علم من سبقهم في هذا المجال، خاصة أنه لوحظ وجود رغبة شديدة من أبناء المنطقة في التزود والتعلم، لافتا إلى أن مسمى المنتدى عرش البيان يرمز إلى العلو في استخدام أساليب البلاغة الثلاثة البيان والبديع والمعاني.
وعن رؤيته لمستوى المبتدئين في الوقت الحاضر يرى آل إبراهيم أنهم بحسب ما اطلع عليه يحتاجون إلى توجيه واستشارة أدبية خوفا عليهم من الانزلاق إلى الشعر الحداثي، كونه ضعيفا ولا يخدم الساحة الأدبية وغير معبر، وأنه من خلال إعطائه دروسا أسبوعية في البلاغة بمنتدى الساحل الشرقي يضع ملاحظاته بشكل يحفظ الخصوصية للمشاركين من كلا الجنسين الذين لا تعد أعدادهم كبيرة وإنما لا بأس بها، منوها أنه من المحتمل إشراك أطراف أخرى قادرة على الدعم المادي ترعى بعض الأمسيات في خطوة مدروسة مسبقا تفاديا لحدوث مشاكل ناتجة عن قصور الدعم في الانطلاقة الجديدة للمنتدى الذي من المتوقع له أن يكون في الفترة ما بعد شهر رمضان.
وأضاف المسكين أن المنتدى في السابق كان يهتم بشكل غير مكثف بين حين وآخر بإعطاء بعض الدروس لبعض الفتيان اليافعين من الصف الخامس بالمرحلة الابتدائية وما فوقها كالذي كان يشرف عليها علي آل إبراهيم في تعليمهم لأبجديات الأدب، حتى جعل بعض متلقيه من اليافعين في وقت وجيز يتقنون جميع أوزان الشعر العربي، إضافة لاهتماماته الشخصية بكتابة قصائد للأطفال ضمن أدب الأطفال الذي أعطى فيه العديد من الندوات، مؤكدا أن المرحلة الجديدة بعد انطلاقة المنتدى ستضم فنونا من الدروس المطورة في أدب الأطفال وفن تذوق النص الأدبي لليافعين.
وعن فاعلية اللقاءات العابرة عبر مواقع التواصل الاجتماعية التي أصبحت سبيلا جيدا بين الأدباء في ظل تزاحم الأولويات وكثرة المسؤوليات، يجد المسكين أن استمرار نشاط عرش البيان غدا من خلال الوسائل الحديثة بدلا من الجلسات الأسبوعية، من باب عدم الانقطاع التام، وتبادل الأخبار، وكذلك التواصي بالإبداع واستمرار العطاء، لذا لا يزال العديد من الشعراء يطبعون كتبهم ودواوينهم، منوها إلى أن المنتدى كان كحجر الزند الذي أشعل الشعلة وإلى الآن لم تنطفئ.
كما لفت المسكين إلى أن أمسيات بديع الزمان الهمذاني الشعرية التي كانت تقام في نادي الخليج بالتعاون مع اللجنة الثقافية قد نالت المركز الأول في النشاط الثقافي على مستوى المملكة من قبل رعاية الشباب، ويعود ذلك إلى كثرة الشباب المثقفين والملهمين في المنطقة الشرقية دون بقية المناطق الأخرى، كونها منطقة ساحلية ومنفتحة على الحضارات على مدى عقود سابقة وإن كانت المناطق الأخرى تمتلك عوامل التسهيل بشكل أكبر، يضاف إلى ذلك أن المشتركين في الأندية الشرقية الداعم لهم هو تطوعهم وانطلاقهم من ذاتهم.
يشار إلى أن المنتدى متوقف منذ 15 عاما بعد انطلاقه بخمس سنوات لظروف متشعبة، وكان في سابق عهده يضم عددا كبيرا من شعراء وكتاب المنطقة، وهم علي آل إبراهيم المؤسس الثالث للمنتدى، محمد آل إبراهيم، ياسر المحفوظ، باقر النصر، عبد المنعم الغلاف، عبد الغني الصليل، بدوي سعيد راضي، جعفر الجشي، فاضل عمران، وغيرهم.

الأكثر قراءة