مصطفى محمود أول من قدم الفلسفة التلفزيونية في «العلم والإيمان»
مزج العلم بالفلسفة، كاتب وباحث، عميق وبسيط في آن واحد، ربط العلم بالإيمان فأصبح نجما تلفزيونيا لامعا بامتياز.
إنه مصطفى محمود، مفكر وطبيب وكاتب وأديب مصري، درس الطب وتخرج عام 1953 وتخصَّص في الأمراض الصدرية، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960 تزوج عام 1961 ورزق بولدين ''أمل'' و''أدهم''.
ألف 89 كتابا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية، إضافة إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات. ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة.
قدم الدكتور مصطفى محمود 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان) وأنشأ عام 1979 مسجده في القاهرة المعروف بـ ''مسجد مصطفى محمود'' ويتبع له ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظرا لسمعتها الطبية، وشكل قوافل للرحمة من 16 طبيبًا، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية، ومتحفا للجيولوجيا، يقوم عليه أساتذة متخصصون. ويضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية، والاسم الصحيح للمسجد هو ''محمود'' وقد سماه باسم والده.
عاش مصطفى محمود في مدينة طنطا بجوار مسجد ''السيد البدوي'' الشهير في مصر؛ مما ترك أثره الواضح على أفكاره وتوجهاته.
بدأ حياته متفوقًا في الدراسة، حتى ضربه مدرس اللغة العربية؛ فغضب وانقطع عن الدراسة مدة ثلاث سنوات إلى أن انتقل هذا المدرس إلى مدرسة أخرى فعاد مصطفى محمود لمتابعة الدراسة. وفي منزل والده أنشأ معملاً صغيرًا يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، ثم يقوم بتشريحها، وحين التحق بكلية الطب اشتُهر بـ ''المشرحجي''، نظرًا لوقوفه طول اليوم أمام أجساد الموتى، طارحًا التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما.
يروي مصطفى محمود أنه عندما عرض على التلفزيون مشروع برنامج العلم والإيمان، وافق التلفزيون راصدًا 30 جنيها للحلقة!، وبذلك فشل المشروع منذ بدايته إلا أن أحد رجال الأعمال علم بالموضوع فأنتج البرنامج على نفقته الخاصة ليصبح من أشهر البرامج التلفزيونية وأوسعها انتشارا على الإطلاق. ما زال الجميع يذكرون سهرة الإثنين الساعة التاسعة ومقدمة الناي الحزينة في البرنامج وافتتاحية مصطفى محمود (أهلا بيكم)! إلا أنه ككل الأشياء الجميلة كان لا بد من نهاية. مع الأسف هناك شخص ما أصدر قرارا برفع البرنامج من خريطة البرامج التليفزيونية! وقال ابنه أدهم مصطفى محمود بعد ذلك إن قرار وقف البرنامج صدر من الرئاسة المصرية إلى وزير الإعلام آنذاك صفوت الشريف.
حدث جدل كبير حول توجهاته الفكرية في فترات حياته حتى توفي الدكتور مصطفى محمود في الساعة السابعة والنصف من صباح السبت 31 أكتوبر (2009) الموافق 12 ذو القعدة 1430 هـ، بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور عن عمر ناهز 88 عاما، وقد تم تشييع الجنازة من مسجده في المهندسين.