رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


كساد العالم واقتصادنا

يربط كثيرون بين ما يحدث في العالم من كوارث اقتصادية، خاصة ما يحدث في أوروبا، وخاصة مشكلة اليونان، وتغير الخارطة السياسية في بعض دول أوروبا والربط مع اقتصادنا المحلي، حيث تؤدي الضغوط الدولية عادة إلى مراجعة العالم لحساباته حول التحسن المتوقع إلى كساد أو بداية كساد عالميا ثم تمتد هذه التوقعات لباقي دول العالم، وتعاد التوقعات المختلفة حول الأداء الاقتصادي. وحاليا النظرة لدينا قاتمة ليس بسبب تراجع الإنفاق الحكومي أو تراجع الدخل المتوافر للدولة أو بسبب تراجع المشاريع القائمة وعدم الالتزام، بسبب تراجع القدرة على دعم وتنمية المشاريع، ولكن بسبب الوضع القائم عالميا والمؤثر بصورة سلبية علينا. يوميا والمتابع للسوق وخلال فترة جفاف المعلومات نشاهد تراجعا وبقوة، مقارنة بالأسواق العالمية والمعاقبة بالأزمة، وكأننا نحن مركز الأزمة، وليست هي أزمتهم في حين أن لدينا محفزات أكثر في اقتصادنا لدعم استمرارية نمو اقتصادنا. وأصبح عدد كبير من المتابعين لسوقنا يربطون مع ما يحدث في أسواق أوروبا وأمريكا وشرق آسيا. المضحك أن أسواق الصين والهند المالية في تحسن وارتفاع، وسوقنا أكثر ولاء للأسواق العالمية واتجاهاتها حتى تجد النزول أكبر عندنا ومستمرا لفترة أطول والتحسن يكون محدودا وصغيرا في تغيراته.
ما هو المفروض أن يحدث وهل لنا عظة في الأسواق العالمية والمشابهة لوضعنا أو أننا حالة خاصة يجب أن نضع كل أوضاع العالم السلبية والمشاكل علينا، وكأننا تحت تأثير أي تغيرات أو هبوط عالمي، لينعكس فينا قبل العالم أجمع. المفروض أن يحدث هو تحليل كل شركة على حدة ومعرفة حجم تأثير التغيرات العالمية على عملياتها وعلى إيراداتها ومشاريعها وربحها، وبالتالي البناء بصورة واضحة لا عشوائية. ومن المعروف أن الشركات تنقسم لثلاث مجموعات، الأولى شديدة الحساسية للتغيرات الاقتصادية العالمية، ولا تتأثر بالتغيرات المحلية، وتتغير وتتحرك ربحيتها وإيراداتها تبعا لذلك، الثانية لا تتأثر بالتغيرات العالمية وتتأثر بالتغيرات المحلية، وبالتالي الأوضاع الاقتصادية السائدة عالميا لا تؤثر فيها، وإنما فقط ما يحدث من تراجع أنفاق حكومي أو نمو اقتصادي محلي. والثالثة هي التي تكون متأثرة بالأحداث الاقتصادية المحلية الداخلية والخارجية معا مما ينعكس على أدائها.
والنقطة التي يستند إليها الاقتصاديون عند الحديث عن السابق يحاطوا بالإجابة على السؤال إلى أي مدى يتأثر الاقتصاد السعودي المحلي بالأوضاع العالمية، حيث يرى البعض ونتيجة لقدرات الدولة والوفورات الموجودة وأسعار النفط أن الاقتصاد السعودي لا يتأثر بدرجة كبيرة بالوضع السلبي، وإنما بدرجة ضعيفة أليس الأحرى بسوقنا أن يكون تأثره ضعيفا؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي