رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


حافز معنوي!

يقول المذيع المبدع هادي الشيباني في برنامجه ''يطبعون''، معلقا على إصدار وزارة العمل مزيدا من الاشتراطات والمسببات التي قد تؤدي إلى إيقاف إعانة ''حافز'' عن مستفيديها، إن الحافز المادي قد يضمحل حتى يصل إلى حافز معنوي فقط.
هنا تكمن المشكلة إذا شعر منتظرو التوظيف بأن الجهة التي أوكل لها مساعدتهم، تقوم بوضع العراقيل في طريقهم، خصوصا مع عجزها عن خلق فرص العمل المقبولة للجميع. كان أولى بالوزارة ومسيري ''حافز'' أن يعملوا على إيجاد الفرص المناسبة للتوظيف، وعلى توفير بيئة خلاقة لانتشال أبنائنا وبناتنا من نمطية الانتظار إلى التفكير الخلاق الذي يعينهم على سبر مسارات جديدة في حياتهم المهنية للخروج من مظلة منتظري الإعانة إلى الإنتاج بغزارة.
الملاحظ أن بعض الجهات عندما تصدر الأنظمة والقوانين، تقضي جزءا كبيرا من عمرها في حبك هذه القوانين حتى لا يقال إنها تشريعات ناقصة، ثم تقضي ما بقي من عمرها بعد ذلك في غلق أي منافذ قد تُكتشف بعد التنفيذ.
''حافز'' لم يأت ليكون مصدر دخل ثابت، أو مصدر عيش راق. الإقبال على ''حافز'' لا يعني أن الشباب لا يريد العمل، وإنما يريد الراحة ويرضى بالقليل. ''حافز'' جاء لمساعدة شريحة كبيرة من شباب المجتمع ممن تتضاءل الفرص في وجوههم لإيجاد عمل.
''حافز'' جاء ليكون مرحلة انتقالية في حياة الشباب، وليس مهما حجم الإعانة المقدمة، أو مدى استمراريتها. بل المهم كيف تسعى الوزارة والجهات ذات العلاقة إلى تسريع فرص حصول هؤلاء الشباب على عمل يناسب احتياجاتهم.
عندما نترك وزارة العمل وحيدة في هذا البحر الهائج، فإننا نحكم على عملها بالفشل المبكر. الوزارة وضعت الآن بين تيارين كلاهما جارف، نسب بطالة تزيد من سنة إلى سنة، وتعنت شركات يشتد من عام إلى عام.
أتساءل هنا عن دور الجهات الرسمية وأولاها وزارة التعليم العالي في المساهمة في تأهيل شباب الوطن لمقابلة أحجام الشركات. الجامعات ينتهي دورها بحصول الطالب أو الطالبة على شهادة البكالوريوس أو الدبلوم، ثم ترمي بهم إلى أحضان المجهول. لماذا لا تساهم الجامعات في تأهيل من يعانون البطالة حتى يجدوا فرص العمل المناسبة؟
أتساءل عن دور المؤسسات التمويلية العامة والخاصة، إلى متى ينتظرون أن يأتيهم صاحب الملاءة المالية ليقرضوه، أو يشاركوه؟ لماذا لا تُطرح فرص تمويل سهلة لشباب وشابات الوطن للقضاء على البطالة؟
أتساءل عن دور الجهات التنظيمية الأخرى التي بيدها سن التشريعات الملزمة للقطاع الخاص لفتح المجال أمام الشباب للمساهمة في توسيع القاعدة الاقتصادية للمجتمع؟
وزارة العمل تحاول جاهدة إرضاء أبناء الوطن من خلال تهيئة أنصاف الفرص ليقتنصوها للحصول على عمل، وفي الوقت نفسه تقوم بدور معاكس تماما، في محاولة لإرضاء أرباب العمل.
وزارة العمل لن تكون قادرة على حل مشكلة البطالة وحيدة دون مساهمة بقية الأطراف المؤثرة، وعليه قد يتحول ''حافز'' المادي إلى حافز معنوي أو حتى إلى أسوأ من ذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي