السؤال الأهم: هل تحقق الشركات التوقعات؟
حاليا ومن خلال الأداء المتحقق خلال الربع الأول من العام الحالي وتجاوز الشركات ربحيتها الـ25 مليارا يركز المتعاملون في السوق على الربع الثاني والثالث من زاوية أن الأوضاع العالمية بدأت في الانحراف عن المسار النامي اقتصاديا، بل ووصلت إلى التوقعات حول التراجع الاقتصادي، وربما كساد معتدل في أوروبا وربما يطال ذلك مناطق أخرى من العالم. وبالتالي تعد النظرة حول الجزء الباقي من العام القادم سلبية يملأها التخوف من عدم تكملة المشوار. حاليا وحسب الأعوام القادمة يتوقع لمنتصف العام الحالي (الربع الثاني والثالث) أن تبلغ الأرباح الـ60 مليار ريال نامية عن العام الماضي ٢٠١١، التي بلغت لنفس الفترة نحو الـ50 مليار ريال. من المعروف أن السوق السعودي وخلال السنوات الخمس الماضية يحقق ربحية مرتفعة في الربع الأول، مقارنة بالعام السابق له ثم ترتفع ربحية الثاني والثالث، ويتراجع الرابع لمستوى الربع الأول. العام الماضي بلغت أرباح الشركات 95 مليار ريال تقريبا، وحسب بشائر الربع الأول من العام الحالي وفي حال محافظة السوق على المستويات السابقة نجد أن الشركات يتوقع لها أن تبلغ 115 مليار ريال.
ماذا يعني لنا استمرار الربح في النمو بالمعدلات الحالية؟ لا شك أن ذلك يعني كثيرا المتداولين المتعاملين في السوق، فارتفاع ونمو الأرباح هو المحك المؤثر في قيمة السهم والمؤشر. ولعل النمط الحالي في ظل النمو يعتبر إيجابيا ومؤثرا في السوق، ويدفع الأسعار نحو التحسن (بالطبع لا تعتبر سنة 2008 من الفترة، نظرا لكونها غير اعتيادية).
لعل الشركات المالية وخلال الفترة القادمة تلقي الضوء على هذا الجانب، الأمر الذي سيدعم المتعاملين في السوق بالحصول على معلومات مؤثرة يبني عليها القرار حول الربحية. من المهم أن يكون هناك طرح حول الربحية وأسباب اتجاهها الإيجابي أو السلبي حتى يتم تحويل الانتباه وترك التوقعات غير المعقولة. فالشركات العاملة في السوق تنتمي حاليا لمجموعات متفاوتة من حيث تأثرها بالظروف المحلية والدولية، وتنقسم لثلاث فئات مهمة، الأولى وتتأثر بصورة كبيرة بالاقتصاد المحلي، والثانية تأثرها مختلط، والأخيرة تتأثر كليا بالأسواق العالمية. مما يجعل انحرافات وتذبذب الدخل مختلفة الوضع، الذي يجعل الرقم النهائي للربح محتمل الحدوث المحلية أكثر من الخارجية.