رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


عواطف

استسلم العرب منذ القِدَم لعواطفهم وانفعالاتهم وتركوها تُسيِّر رغباتهم وآمالهم، فحيدوا العقل والمنطق جانباً، بحجة أنهما يُفقدان الحياة جمالها وحلاوتها، ولأننا أحفاد أولئك، فقد امتطينا صهوة العاطفة وامتشقنا حسامها، فغابت الخطط والاستراتيجيات، ولم نعد نعرف من اللجان سوى لجان الطوارئ والأزمات، من أجل تغطية فشل أو مداراة كارثة. القرارات للعاطفة فيها موضع وحسبان، وإلا كيف نفسِّر إيقاف رئيس الوحدة السابق لمدة خمس سنوات بعد صعود فريقه مباشرة إلى دوري زين كسابقة تسجل للعقوبة الأقوى التي توقع على من شغلوا هذا المنصب؟
نعم تم أخذ حالة جماهير وعشاق الوحدة في الحسبان، فهم لن ينفعلوا ولن يعترضوا طالما عاد فريقهم إلى الأضواء، ولكن كيف لو كان رد تونسي بأنه من واقع خبرته شكك في القرارات الصادرة تجاه ناديه مشابها لما تم الاستناد إليه بقرار عقوبة العام الماضي في حق ناديه، وهي خبرة عمر المهنأ، هل سنذهب معه ونوافقه على ذلك؟! وإن كان الجواب بالرفض، فلماذا وافقنا على بند الخبرة في القرار السابق؟!
- ملعب الأحساء سيحتضن مباراة مهمة جدا بين فريقي النصر والفتح في مسابقة دوري الأبطال، ولأن الملعب ظهر في حالة سيئة، فقد جاء الجواب عاطفياً بأن الشركة المسؤولة عن الصيانة ستحضر مواد فعالة من الخارج لكي تسهم في سرعة تجهيز الملعب للمباراة، أين وفي أي زمن نعيش؟! وأين ذهبت أموال الصيانة إذا؟! وهل هم متقاعسون فيما سبق؟ فلكم العذر عندما هزمتكم نشارة خشب. إنه ضحك على الذقون وذر للرماد، أي مواد لم تقوموا بتوفيرها؟ ولماذا لا نرى حقيقة عمل شركات الصيانة بالأرقام وعلى أرض الواقع؟ هذا الذي نريده.
- وقع عوض خميس للنصر، فاستقال رئيس هيئة أعضاء الشرف في النادي وأزبد وأرعد بقية الأعضاء، فشكلوا ضغطا تسبب في استقالة رئيس مجلس إدارة النادي وبقية الأعضاء، بعد أن قدموا موسما متميزا في ظل شح السيولة وقلة الدعم، وانبرى مجلس المنطقة يطالب باسترداد سلفة تعني حين تقديمها أنها واجب ومساهمة في دعم شباب المنطقة. إنها العواطف فقط يا سادة وليس العقل والمنطق، ربما كان للنادي الذي ذهب إليه عوض دور في ذلك، لأن عين الرضا عن كل عيب كليلة.
من حق النصراويين الفرح بما يعتقدون أنه سبق وإنجاز حققوه، ولكن لا يصبح ذلك كقصيدة عمرو بن كلثوم، فيقعدوا عن مسايرة غيرهم والسير في طريق البطولات بالركون إلى التاريخ.
- محمد السويلم في النصر حضر معه العقل وغابت العاطفة، فلمسنا روحاً وتجديداً في الفريق.. فقط امنحوه الوقت وانتظروا.
- القادسية يوزع لاعبيه بعد هبوطه في تصفية متعمدة من الهزاع لنجوم الفريق على طريقة هتلر في تطبيق سياسة الأرض المحروقة، لعله أراد ممن حاربوه أن يجربوا نار القهر والغبن، ولم يكن للنصر نصيب من هذه الصفقات، لأنه لم يعطه نقاط المباراة، وبالتالي حضر أحمد القرون في إشارة إلى ''ممنوع العبور.. الطريق غير سالك''.
- يصرخ عدنان حمد بكلام عاطفي: ''العالمية صعبة قوية''، فيضجر الهلاليون، ويرتفع صوت إنكارهم وكأنهم ليسوا من يسمون ''الزعماء''، متناسين مكتسبات عقود مضت، بسبب عاطفة الانفعال وموروث ''المعايير''، لأن جيرانهم كثيرا ما يُسقطون عليهم بمثل ذلك. إنهم يتمنون بطولاتكم، وأن تأخذوا منهم عالميتهم. هي بطولة واحدة وأنتم لكم حضور قرن، فكيف ضقتم بذلك؟
- ''الأهلي'' ترك العاطفة جانبا وأبعد من كانوا نجوما للجماهير، فذهب مالك معاذ وإبراهيم هزازي، فتحقق الانضباط للفريق، وجاء وصيفاً لبطل الدوري. حين تخطط بعقل ستنجح بكل تأكيد.
- متى تظهر برامج التخطيط والمدة الزمنية لكل برنامج مع شرح مفصل لكل خطة للتطوير والبناء في مؤتمر يحضره الجميع، فيكون للشفافية وجودها، وللصدق موعد وميثاق. أما ترديد سوف وأخواتها فهو كلام لا يتعدى شفتي قائله، ويرجع ويعود علينا بالخيبة كوطن بعد ذلك، وهذا ليس في الجانب الرياضي فقط، فقد مللنا الوعود البراقة لنجني بعدها خسران مبينا، نريد بناء حقيقيا وعملاً ملموساً على أرض الواقع، نطمئن به على مستقبل الأجيال القادمة، فالوطن يكبر والأعداد في ازدياد، وما زالت مشاريع التمنية والبناء معطلة، رغم ما يُقر لها من ميزانية ضخمة.
- الكلام المباشر أحيانا أبلغ، والوصف الدقيق كشف وعلاج للمشكلة. ارفعوا لنا الخطط والمدة الزمنية لكل مشروع يُقر، وبعدها سيحاسب كل مسؤول عن كلامه، وتكون لهيئة مكافحة الفساد حجة ودور أقوى.
الخاتمة
العقول الصغيرة تناقش في الأشخاص، والعقول المتوسطة تناقش في الأشياء، أما العقول الكبيرة فإنها تناقش في المبادئ.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي