رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


أن تأتي رياضة الفتاة خير من ألا تأتي أبداً

أخيراً اعترفت وزارة التربية والتعليم بأهمية الرياضة للفتاة! وكما يُقال: أن تأتي متأخراً، خير من ألا تأتي أبداً! فقد أكد وزير التربية والتعليم ''أن للمرأة حقاً مثل الرجل في ممارسة الرياضة، مشيراً إلى عدم بناء أي مدرسة بعد الآن، إلا بتوفير بيئة لممارسة الرياضات المختلفة فيها''، وقبل ذلك أشارت نائبة وزير التعليم ''إن الرياضة ستطبق - بإذن الله - في جميع مدارس البنات بما يتفق مع تعاليم ديننا الحنيف''.
خطوة محمودة من قبل الوزارة، خاصة أن الميثاق الدولي للتربية البدنية والرياضية ينص في مادته الأولى على أن الرياضة حق أساسي للجميع، وأنه يجب توفير برامج التربية البدنية والرياضية للأطفال. ولسنا في حاجة إلى استعراض فوائد الرياضة وأثرها الإيجابي في تنمية العقول وصحة الأجسام وصلابة العظام، بالإضافة إلى زيادة التفاعل بين الطلاب.
ولكن هناك بعض الأمور المهمة التي تستدعي اهتمام الوزارة قبل البدء في تطبيق قرار كهذا! فبعض المديرات يتسمن بضيق الأفق وعدم الوعي ببديهيات التعلم! سمعت كثيراً عن مدارس لا يُسمح للطالبات فيها بالخروج في فناء المدرسة حتى خلال وقت الفسحة ''الطويلة''، ومدارس أخرى أصبح الفناء الخارجي مستودعاً للكراسي القديمة ونحوها! وأعظم من ذلك لا يتاح للطالبات الخروج من الفصل إلا خلال فسحة واحدة فقط مدتها 15 دقيقة خلال اليوم الدراسي الطويل!
أما بالنسبة للطلاب فحدث ولا حرج! في أغلب الأحيان، لا تؤخذ ''حصة الرياضة'' بجدية، بل تُفهم - في الغالب - أنها استراحة للطلاب والمدرسين لممارسة أنشطة حرة. وأكثر من ذلك، يُكلف بتدريسها أي مدرس يتوافر لديه الوقت الكافي دون النظر في مؤهلاته أو ميوله الرياضية. وفي بعض المدارس لا تتوافر التجهيزات الضرورية لممارسة الرياضة. لهذه الأسباب لا يستمتع الطلاب بممارسة الرياضة ولا يعرفون كيفية ممارسة التمارين الرياضية، وفوق ذلك لا يعرفون أصول أي نوع من الألعاب الرياضية أو أخلاقيات ممارستها. ويبدو أن المقولة ''العقل السليم في الجسم السليم'' التي نلقنها للطلاب منذ اليوم الأول لا تطبق في مدارسنا، مما أدى إلى انتشار السمنة، ومن ثم ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري بين الطلاب بدرجة مثيرة للقلق. وفي ظل هذا الوضع المتردي، لا بد أن تبذل وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة - وهي معنية بصحة الناس - جهوداً منسقة لرفع كفاءة ''حصة الرياضة'' وزيادة فائدتها لأبنائنا الطلاب.
في الختام، أدعو لزيادة الاهتمام بالرياضة عموماً سواء للبنين أو البنات، خاصة مع تزايد السمنة بين الطلاب وانتشار السكري بين السكان، وإخفاقات منتخباتنا الوطنية، وفي ضوء عدم وجود أماكن للمشي في مدننا الكئيبة! وآمل أن تقوم وزارة التربية والتعليم بإجراء دراسات تقويمية جادة للوضع الحالي للرياضة في مدارس البنين، لكيلا ترتكب الأخطاء نفسها وتكرر الإخفاقات التي يعانيها البنين على مر السنين! وينبغي أن تسير وفق خطة مدروسة تحدد التجهيزات المناسبة للبنات وتوافر الإخصائيات، ليس في مجال الرياضة فقط، بل في الصحة أيضاً، لتعظيم وزيادة فائدة الرياضة لأطفالنا، خاصة أن هناك فروقاً فردية بين فتاة وأخرى حسب حالتها الصحية وخصائصها الجسمانية وميولها الشخصية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي