شاعر يطالب الأديب الخطراوي بأن يفترش ظل نخلة في «عوالي» المدينة المنورة

شاعر يطالب الأديب الخطراوي بأن يفترش ظل نخلة في «عوالي» المدينة المنورة
شاعر يطالب الأديب الخطراوي بأن يفترش ظل نخلة في «عوالي» المدينة المنورة

كان صالون المدينة المنورة الأدبي ''صالون الوادي المبارك'' السبت الماضي لافتا وهو يطلق تقليدا جديدا قديما يتمثل في إقامة إحدى فعالياته في بيت أحد مؤسسيه الأوائل في فترة السبعينيات من القرن الماضي، إذ عقد جلسة الأسبوع الماضي في بيت أحد أقدم أدباء المدينة وأبرزهم الأديب الشاعر محمد العيد الخطراوي، الذي غاب عن المشهد الثقافي في الفترة الماضية لمتاعبه الصحية.

واختار الشاعر المديني يوسف الرحيلي وهو يلقي أحد نصوصه الشعرية في صالون الوادي المبارك في نادي المدينة الأدبي، إلى جانب كل من الشاعر خالد النعمان والشاعر مروان المزيني والشاعر نور الحق، أن يخاطب الأديب الخطراوي أحد مؤسسي أسرة الوادي المبارك، والموثقين لسيرتها وعطائها الثقافي عبر كتابه المعروف (أسرة الوادي المبارك في الميزان) حيث يقول الرحيلي:

دع أمانيك والهموم الخوالي
وافترش ظل نخلة في العوالي
وتحسس صدى السماء ندياً
وتنفس جواب كل سؤال
بلد طيب ورب غفور
ورسول كالوابل السلسال

#2#

ولم ينفك جميع الشعراء المشاركون في الأمسية -كما تجلى عبر نصوصهم- عن بيئتهم الشعرية، حيث كانت طيبة الطيبة حاضرة في معالمها وملامحها ودلالتها وقل كذلك تفاصيل إنسانها، وقد اتضح ذلك من خلال توظيف عدد من المفردات المدينية، يقول الشاعر مروان المزيني من قصيدة بعنوان: ''كوب الشاي''، مستحضرا نعناع المدينة:

ملأت الكوب
بالشاهي
وقد أدركت
إصباحا
فاشربه
وأعشقه
إذا
النعناع
قد فاحا
وصار مزاجي
النائي
بعيد الهم
مرتاحا
وأبدع
حيث إبداعي
يبث
الحرف
إصلاحا

أما الشاعر خالد النعمان المعروف بقصائده المطولة فنجده يهتدي في قصيدته المعنونة بـ ''حوار على سفود الهوى'' المدينة المنورة بعد عدد من الأبيات العاطفية إلى طريق حبيبته المدينة المنورة التي طالما ناجاها شعرا، يقول النعمان:

ذهبت تعاتبني سليمى عندما
قرأت بأوراقي هوى بسواها
قالت: رعاك الله أنت خليلنا
ما ذا عسى من خلة تأباها
أني لمست الصدق ينضب قلبه
فيما كتبت فمن ترى تهواها

إلى أن يقول مخاطبا المدينة المنورة:

فأجبتها يا سلم قبلك كنت ذا
عشق وذا وصل بمن أهواها
قالت: إذا كان الهوى في طيبة
فأنا شريكة حبكم وفداها

الشاعر نور الحق إبراهيم قدم من جهته عددا من النصوص التي حملت رؤى مختلفة عن زملائه، حيث تجلى البعد الفكري في نصوصه ولغته، بينها نص بعنوان: ''لحن الفناء'':

على وقع المواعيد المؤجلة
يداه ترتجفان
كأيادي الجرذان
تناولت حبوب الهلوسة
مجرد حشرة
في بؤبؤ المياه الآسنة
يتربص بها الرعاة كل فجر
يرشون عليها قطرات الورد
وهم يظنونها مبيدات العناء

وكانت الأمسية الشعرية قد شهدت عددا من المداخلات التي انتهت إلى تأكيد المشرف على صالون الوادي المبارك الدكتور هاني فقيه: أن من يقول إننا نعيش في زمن الرواية والقصة لم يلامس الواقع بدقة، حيث يثبت الشعر كل يوم -كما كشف الشعراء- أن الشعر ما زال ينتزع موقعه داخل وجدان جمهوره وعشاقه، الذين يتزايدون كل يوم.

الأكثر قراءة