«الوعد الثقافي».. أمسيات تجمع مبدعي الخليج والأصوات الغائبة

«الوعد الثقافي».. أمسيات تجمع مبدعي الخليج والأصوات الغائبة
«الوعد الثقافي».. أمسيات تجمع مبدعي الخليج والأصوات الغائبة
«الوعد الثقافي».. أمسيات تجمع مبدعي الخليج والأصوات الغائبة

يحاول ملتقى الوعد الثقافي أن يكون من أنشط المنتديات على مستوى السعودية، من خلال استقطابه أسماء كبيرة من الخليج العربي، بعد أن خرج من الإطار المحلي المقتصر على المملكة إلى دائرة الوطن العربي بشكل كامل، إضافة إلى كونه لا يعمل على وتيرة واحدة وإنما كخليط يشمل جميع أنواع الفنون من مسرح وفن تشكيلي وموسيقى وسينما.

#2#

ويوضح عضو الملتقى حسين الجفال أن الفكرة تبلورت عام 2005 في منتصف آب (أغسطس)، إذ تمخض الملتقى آنذاك عن أمسيات تمايزت بين الشعر والسرد والفن والموسيقى والتشكيل، شارك فيها الكبار والصغار من أبناء الوطن، حيث لم يكن هناك مكان محدد للأمسيات بل تدرجنا من بيوت الأصدقاء والجلسات البسيطة إلى إقامة أسابيع ثقافية في عمان والبحرين والكويت وغيرها دون أن تنحصر مجددا في الإطار ذاته مرة ثانية.

وحول مشاركة المرأة يقول الجفال: ''هي حاضرة في جميع الأنشطة وعضو فاعل جملة وتفصيلا في الداخل والخارج، فقد شاركت أخوات عزيزات علينا في التواصل والإعداد كلما دعت الضرورة، وأنا على يقين أن الأيام المقبلة ستفصح عن عضوات بارزات لطالما عملن في الظل من أجل دفع عجلة الثقافة والمشهد الثقافي، أما تشكيل أعضاء الملتقى فهو يجمع أطيافا شتى ومواهب متباينة''، مؤكدا أنهم ليسوا متعهدي أمسيات لكنهم من ذوي التجارب والعلاقات الوطيدة مع مثقفي الوطن من أقصاه إلى أقصاه شماله إلى جنوبه وشرقه إلى غربه.

#3#

من جهته، يشير حسين آل دهيم عضو ملتقى الوعد الثقافي إلى أن الملتقى ساعد على إبراز المرأة وإعطائها مكانتها بجانب مكانة الرجل دون إجحاف أو انتقاص من شأنها، خاصة في الأمسيات المقامة خارج السعودية بسبب القيود التي لا يمكن مخالفتها حسب المتاح، التي تنص على منع مشاركة المرأة في بعض الفنون أو صعودها على خشبة المسرح، متمنيا أن تحظى المرأة بالمجالات الأوسع والإمكانات الأوفر بشكل أجمل داخل بلدها، ما يجعلها أكثر إبداعا وتميزا.

وأضاف آل دهيم أن أمسيات الملتقى شهدت استقطاب أصوات نسائية محلية وخارجية وتوقيع لشاعرات وكاتبات بغية تقديمهن للمجتمع واحتواء أدبهن وفكرهن الثقافي بشكل عملي منظم وليس عبثيا، وأن الصعوبات التي واجهتهم في جلب الأصوات النسائية هي أنها تحتاج إلى بروفات طويلة الاستعداد، في حين أن الوقت الذي يسمح لهن يكاد يكون محدودا وضيقا لا يتناسب مع الاستعدادات الطويلة لعمل البروفات التجهيزية.

ويؤكد آل دهيم أن تركيز الملتقى على اجتذاب أصوات غائبة عن المشهد يمثل بالنسبة للمنظمين إنجازا كبيرا، لأن حجم المعاناة فيه كبير مع ضعف وسائل الاتصال بهؤلاء الغائبين، إذ إنه ليس من السهولة بمكان إقناع الغائب من الأسماء اللامعة التي تفتقدها الناس ولكن في الوقت ذاته ''دون إغفال الأصوات الشبابية التي تريد الظهور إلا أنها للأسف لا تبرز كبروز الكبار'' - كما يقول آل دهيم الذي يضيف أن الملتقى احتضن كل الأطياف بلا استثناء من تلك الأصوات التي يمكنها أن تكون مؤثرة في المشهد الثقافي نتيجة التزام الملتقى بنظرته المتساوية للأطياف المختلفة، يضاف إليه الحماس الكبير من قبلهم ليكونوا جزءا من المشهد في الوسط الثقافي ويمثلوا كتلة مهمة فيه، نافيا تدخل الجهات الرسمية التي تقام في مقرها فعاليات الملتقى بالشأن الإداري أو تحديد الضيوف، وإنما قد تتدخل في الأمور التنظيمية المتعلقة بالمكان والزمان.

وعن إمكانية إلحاق الملتقى بإحدى الجهات الرسمية يرى آل دهيم أن أغلبية الأعضاء لديهم إحجام عن هذا النوع من التبني لأن التبني يعني التدخل، بل يريدون العمل بالطريقة الأنسب بدون أنظمة تحكمهم وإن بذلوا جهدا أشد من الجهود المبذولة من قبلهم، مضيفا أن الانسجام بين الأعضاء الحاليين يشكل أهم عضلة في نجاح الملتقى واستمراره، وأنهم لا يمانعون بانضمام أعضاء جدد ليكونوا كحلقة مكونة من عدد فردي يصل لغاية 9 أو 11 عضوا، ولا سيما الشباب الذين يعملون مع الملتقى ولا يمكن إغفالهم.

من جانبه، أوضح فاضل عمران عضو ملتقى الوعد الثقافي أن الملتقى يهدف إلى تقديم فعاليات نوعية متناسبة مع جميع الأطياف التي تمثل شريحة من شرائح المجتمع لإظهارها كصور مشرقة ونماذج نيرة تثري المشهد الثقافي تاركة بصمة مضيئة على مستوى المملكة، لافتا إلى أن الملتقى لا يمانع في تبادل الخبرات أو الفعاليات مع المنتديات الأهلية المختلفة والإمساك بأيديهم دون تحيز على جميع الأصعدة في أرجاء الوطن. وتابع عمران أن الأعضاء في صدد التجهيز للمرحلة المقبلة بمحاولة تقديم أسماء مغايرة مع تجديد الأنشطة المقدمة للجمهور لتكون أكثر شمولية من بيع الكتب وتوقيعها، ومزج الشعر بالموسيقى لإخراج أغنية، مع عقد قراءات وندوات في الفن التشكيلي، وإقامة دورات لها علاقة بالآداب والفنون، وتفعيل الحوار بتقديم الإبداع بمادته الخام وإبراز وجوه إعلامية صحافية، مع التركيز أكثر على الخروج من المناطقية باستقطاب أقلام وعقول مثقفة من الخارج وتنويع التبادل ببعث المحلي للخارجي.

في حين كشف الشاعر محمد الفوز عضو الملتقى عن عزم الأعضاء على إنشاء دار نشر أو بمعنى آخر النشر المشترك الذي من خلاله سينجزون (منشورات الوعد الثقافي) أو (دار الوعد الثقافي للنشر والتوزيع) سعيا منهم للخروج عن إطار الفعاليات المنبرية إلى نطاق أوسع، مشيرا إلى أن فكرة دار النشر نشأت عن تلبية لحاجة المبدعين في الدرجة الأولى، ومجابهة دور النشر العربية ثم احتواء للتجارب من حولهم، حيث بدأ فعليا إصدار ديوان شعر للشاعر المرحوم نضال أبو نواس.

ولفت الفوز إلى أن الفكرة ما زالت في طور التحديث والعراقيل تواجههم التي يمكن معها استخدام الحيل للنيل من مكائد العمل الثقافي المرهقة بحسب وصفه، مضيفا أنه إلى جانب مسألة النشر بوجه عام تم الاشتغال على عدد تجريبي من مجلة ''حس'' بالتعاون مع إحدى المؤسسات الثقافية الرسمية إلا أن تجربة الانضواء تحت مؤسسة رسمية لم تكن ناجحة بوضعها الحالي، ولذا يتمنى من وزارة الثقافة والإعلام أن تبني سقفا عاليا يواكب تطلعات الملتقيات الأهلية بشكل عام.

ويجد زكي الصدير عضو الملتقى أن الملتقى غير معني أبدا بفعاليات الصغار من المبدعين أو الموهوبين من محبي الأدب أو الفنون المختلفة، ذلك لوجود جهات رسمية وأهلية مختصة بمثل هؤلاء الصغار، رغم تأكيده في الوقت ذاته على أن الملتقى لا توجد جهة بعينها يستهدفها كفئة لأن كل ما هو جميل يستحق التقديم. يذكر أن ملتقى الوعد تم تأسيسه عام 2005 بمجهودات فردية رسمها حسين الجفال، محمد الفوز، فاضل عمران، ثم التحق زكي الصدير وحسين آل دهيم مشكلين بذلك خمسة أعضاء، وكان الملتقى الأهلي الأول من حيث الحضور والتألق.

الأكثر قراءة