استمرار الإنسان في التعلم يساعد على الوقاية من الزهايمر
أشار عالم ألماني في أبحاث المخ إلى أن تدريب المخ وتعليمه لغات جديدة أو عزف آلات موسيقية يمكن أن يخفض خطر الإصابة بمرض الزهايمر فيما بعد.
ورأى البروفيسور أندري فيشر، عالم الأعصاب الألماني، أن مجرد حل الكلمات المتقاطعة على مدى 20 عاما لا يساعد ضد الزهايمر وأنه من الضروري بذل جهد حقيقي في التعلم حتى يواجه خطر إصابته بالزهايمر.
وقالت وكالة الأنباء الألمانية في تقرير لها إن فيشر يجري أبحاثا في المركز الألماني للأمراض العصبية في مدينة جوتينجن عن العلاقة المتبادلة بين البيئة والوراثة فيما يتعلق بفقدان القدرة على التعلم في الكبر.
وكانت هذه العلاقة موضوع المؤتمر السنوي الذي نظمته ''زمالة دايملر بنز'' عن ''الجينات والبيئة'' أخيرا في برلين. وقال فيشر: ''لم يعرف العلماء لفترة طويلة كيف يفقد المخ لزوجته .. والآن أصبحنا نعتقد أن هناك عوامل بيئية جينية هي السبب وراء ذلك.. فالمخ في مرحلة الشباب يتعلم بلا مشكلات ويخزن كمية من المحفزات.. وينفتح الكروماتين، وهو نوع من العمود الفقري للصبغيات الوراثية، أثناء ذلك ليبدأ التعلم''.
وأشار فيشر إلى أنه مع تقدم العمر فإن هذه العملية تتوقف وإن عنصرا في مادة الكروماتين يتحكم في نقاط عصبية ضرورية في عملية التعلم ''ومن أسباب هذا التوقف انخفاض تراجع عملية المؤثرات البيئية''.
وأكد فيشر أن هناك إنزيمات يطلق عليها اختصارا ''أتش دي أيه سي'' تثبط نشاط جينات معينة مسؤولة عن التحكم في الوظائف العصبية وأنه إذا تم وقف هذه الإنزيمات فإن عملية التعليم تسير مرة أخرى.
ويأمل فيشر نجاح العلماء في استعادة القدرة على التعلم من خلال مثبط إنزيمات ''أتش دي أيه سي''، وقال إن العلماء يراهنون أيضا على استعادة القدرة على التعلم بما يعرف ببروتينات ''مايكرو رنا'' التي تعمل كمفتاح لإنتاج البروتين. وأوضح أن وجود كمية كبيرة من أحد هذه البروتينات يعوق التعلم.
وشدد فيشر على أنه لا يوجد شكل موحد للزهايمر، وأن ذلك يستدعي تطوير طرق علاجية مناسبة لكل مريض على حدة والاستفادة في ذلك من أبحاث السرطان وأن المدة الواقعة بين الكشف عن إنزيمات أتش دي أيه سي والحصول على ترخيص لمثبطات أتش دي أيه سي تستغرق نحو عشر سنوات، وأن هناك تقدما علميا فيما يتعلق باستخدام المقاطع الجينية المميزة. وأكد فيشر في الوقت ذاته صعوبة التنبؤ بالوقت الذي يصل فيه العلم إلى هذه المرحلة.