أداء الصناديق الاستثمارية أسوأ من المؤشر
المفترض أن تكون الصناديق الاستثمارية في الأسهم المحلية حسب مقياس المتعاملين في السوق والاستثمار، وأن تستفيد بصورة مباشرة من النمو الحاصل في السوق السعودي خلال الفترة من الربع الرابع عام 2011 وحتى الربع الأول من عام 2012. فالسوق ارتفع مؤشره من 6112.37 ليصل إلى 7835.15 بنمو نحو 28.19 في المائة، في حين أن صناديق الاستثمار في الأسهم المحلية كانت 18.472 مليار ريال في الفترة نفسها، وارتفعت لتصبح 21.508 مليار ريال، وبافتراض ألا توجد زيادة استثمار أو خروج يصبح نمو الصناديق 16.44 في المائة. والملاحظ أن عدد الصناديق ارتفع من 230 صندوقا ليصبح 239 صندوقا في الفترة نفسها، وأن حجم الأصول ارتفع من 85.5 مليار ريال ليصبح 90.3 مليار ريال.
يتحدث كثيرون عن الصناديق والاحترافية في إدارتها، وعن أن نقطة المقارنة هي مؤشر السوق لتحديد التحسن من عدمه. ولكن الملاحظ أن أداء الصناديق خلال فترات صعود وهبوط السوق أسوأ من أداء المؤشر وتحركه، بحيث يجعل الفرد يفكر.. هل من الأفضل أن يضع استثماراته لدى مدير محترف أداؤه أقل مما لو استثمرت مباشرة في سلة المؤشر؟ حسب النتائج الحالية نجد أن الأداء للمديرين الاحترافيين في المتوسط دون المستوى ودون المأمول، وبالتالي لا يمكن أن نقول للفرد القائم حاليا باستثمار مدخراته بنفسه وفي السوق مباشرة إنه يجب أن يترك الساحة للمحترفين. الأداء الحالي لصناديق الاستثمار المحلية غير مطمئن للمستثمرين، خاصة أن الصناديق في معظمها مغلقة ولا يتم تداولها في السوق، وأن الفرد إذا رغب في الخروج يصادف مصاريف وتعقيدات زمنية تؤثر في نتائج استثماراته على الغالب.
القطاع البنكي لا شك يستثمر ويهتم بالصناديق، ومع ضعف الإفصاح والنشر لا يمكن أن نحكم على أسباب الأداء الحالي للصناديق، كما لا يمكننا أن نقارن في ظل عدم وجود مؤسسة محترفة تقيِّم وتعطي نوعا من الترتيب في الصناديق وتعرف الاتجاهات وقدرة الصناديق على تنفيذ استراتيجياتها الموعودة وحسب العقود الموقعة.
المفترض، من خلال تداول كمؤتمن على السوق وبياناته أو من هيئة سوق المال أن تكون هناك مؤسسة اعتماد وتقييم للصناديق الاستثمارية تعطي للمستثمر نوعا من الأمان والطمأنينة وتكون نوعا من الرقابة من خلال التصنيف والتدرج في التصنيف. حتى نستطيع أن نقول للمستثمر الفرد هناك إدارة احترافية تحقق وعدها وتنمي استثماراته. افسح المجال واستخدم الصناديق وهناك من يصنف ويراقب ويدعم قرارك.