رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الفتاوى المالية وتنميطها

من الأبعاد الحالية والمؤثرة في الصيرفة الإسلامية الفتوى حول التعامل المالي ويتم عرضها في العادة إما على لجنة تكونها الجهات المصرفية أو جهات مركزية حول شرعية التعامل من عدمه. وكأن الأمور متداخلة وغير واضحة وفي الوقت نفسه يتم تحديد مكافآت ورسوم مقابل العمل المقدم والمشورة المقدمة وهو أمر لم نعهده من جهات الفتوى وخاصة من طالب الفتوى. النقطة الأولى هل كل الأمور من الغموض وعدم القدرة على التنميط والتشابه بحيث لا تكون هناك أحكام عامة يمكن للفرد العادي أو المؤسسة المالية أن تحتكم إليها وتعرف من خلالها الحكم العام؟ أو أننا لا نطمئن لأنفسنا ولما نقوم به بحيث نستلزم وجود فتوى حتى نبعد تعارض المصالح؟ (كيف وهناك من يأخذ مقابلا للفتوى؟). فأين نحن من كون الحلال والحرام؟ المفترض توافر قواعد عامة واضحة وتفصيلية للأمور المتشابهة، وكون وجود اختلاف نظر حول نقاط محددة لا يلغي توافر أحكام عامة نظرا لأن مساحة الاختلاف لن تكون كبيرة. وبالتالي لن يستفيد من النظام الحالي وتركيبته إلا من يبحث عن مخرج يريد الدخول منه لحاجة في النفس.
نحن نتبع دولة منهاجها الإسلام وهناك مجلس قضاء أعلى وجهات متخصصة في الفتوى فلماذا لا يكون هناك مجلس مركزي ينظر في التعاملات ويصدر حكمه كما هو موجود في دول إسلامية أخرى مثل ماليزيا؟ الفصل بين الفتوى والثمن أمر مهم لإلغاء المصالح العامة ولا توجد قوانين وأنظمة ونواميس لا يمكن تقنينها وخاصة شرعنا الحنيف. والسؤال من لا يقدر على دفع الثمن كيف يتحصل على الفتوى اللازمة له ليمارس معاملاته المالية. إذا كان الغموض يمس تعاملات الشركات المالية فكيف بنا في الأفراد وتعاملاتهم المالية ألا يوجد هناك تشابه أو أن الوضعين مختلفان؟
كلنا أمل في جهاتنا الرسمية المسؤولة عن تطبيق الشرع وتفسيره في إصدار وتقنين وتنميط التعاملات المالية حتى لا يكون هناك مجال للاختلاف في الأمور الواضحة مع إلقاء الضوء حول الاختلاف ومصدره حتى يستطيع الفرد والمؤسسة المالية في سعة ووضوح عند التطبيق. كما نأمل تطوير وتكوين مجلس مركزي مصدر للفتوى وفي المعاملات المالية حتى لا يكون هناك ثمن للحصول على الفتوى. فالحمد لله نحن في سعة وشيوخنا أكبر من أن يصدروا فتاوى بثمن (الحديث عن سيد البشر واضح: "من كتم علما نافعا ألجمه الله بلجام من النار"). العالم الإسلامي والمسلمون في حاجة إلى أن تتضح الأمور وأن يتم نشرها للكل ونترك الانحرافات البسيطة والقليلة للتفسير ولكن دون ثمن والله قادر على أن يرشدنا إلى سواء السبيل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي