رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الإفصاح عن المخاطر.. للمساهمين الأفراد

تتميز أسواق المال والتعامل في الأسهم بنسبة مخاطر عالية توازي الأرباح المتوقع الحصول عليها، لذلك توصف هذه السوق بأنها سوق ذات مخاطر عالية، لكن هذه الصفة لا تعني أن المخاطر غير معروفة أو لا يمكن التنبؤ بها قبل وقوعها. المخاطر في قطاعات الأعمال صفة متلازمة، والإدارات الماهرة تعرف هذه المخاطر وتستطيع التنبؤ بها قبل وقوعها بوقت كافٍ، لذلك تكون معادلة السوق بوجود إدارة محترفة تحافظ على ممتلكات المساهمين وتنميتها، وتنبئهم بالمخاطر قبل وقوعها.
الإفصاح هو الوسيلة الوحيدة تقريبا للتواصل بين إدارات الشركات وبين ملاكها الحاليين والمحتملين مستقبلا، لهذا تدعو جميع الدراسات والتشريعات إلى تطوير الإفصاح بشفافية وعدالة.
مصطلح المخاطر يعني حالة عدم الوضوح أو الشك التي ترتبط بالربح أو الخسارة المتوقع تحقيقها في المستقبل. وهذا يعني أن جميع الشركات قابلة للمخاطر، لكن تحديد أو تصنيف أهمية هذه المخاطر يختلف من شركة إلى أخرى وفقا لإمكانات إدارة المخاطر في الشركة.
أهمية دراسة المخاطر المحيطة بالشركات والإفصاح عنها تتمثل في قدرة الشركة على مواجهة أي مخاطر محتملة، وإعداد المساهمين وهم الشريحة الكبرى من الملاك نفسيا لتقبل هذه المخاطر أو احتمالية حدوثها، وتطمينهم بقدرة إدارة الشركات على مواجهة هذه المخاطر وحلها. وهذا يعطي استقرارا داخليا للشركة وثقة في قدرتها على مواجهة المخاطر المحتملة دون حدوث مضاعفات مفاجئة، مثل انهيار سعر سهم الشركة في السوق عند حدوث أية صدمات.
خلصت بعض الدراسات إلى أن ضعف الإفصاح عن المخاطر يعد من أبرز المشكلات التي تواجهها الشركات والبنوك بشكل عام، ما أدى إلى زعزعة ثقة المستثمرين وحدوث الأزمات المالية التي كان آخرها عام 2008. والسؤال هنا: إذا علم المستثمر المحلي بوجود مخاطر محتملة قد تواجه الشركة في المستقبل، مثل تلك الأحداث التي واجهت مساهمي شركة الاتصالات المتكاملة، ومن قبلها شركات أخرى، هل سيستثمر في هذه الشركات؟
الجواب بالتأكيد سيكون فيه من سلوك المستثمر الواعي حول العالم الذي كشفت عنه بعض الدراسات بما مفاده أن العديد من المستثمرين الممثلين لمؤسسات الاستثمار يعتقدون أن زيادة مستوى الإفصاح عن المخاطر ستؤدي إلى التأثير في قراراتهم الاستثمارية.
عملية إدارة المخاطر عملية معقدة بعض الشيء، وتحتاج إلى إدارة محترفة لذلك، إضافة إلى وعي مجتمعي بأن هذه المخاطر تبقى محتملة الوقوع، وهذا لا يؤثر في قدرة الشركة على تجاوزها عند حدوثها، أو حتى عدم مواجهتها إذا بقيت مجرد احتمالات لم تصل إلى درجة المخاطر الواقعية.
ركزت ممارسات حوكمة الشركات على موضوع الرقابة الداخلية التي ترتبط بدراسة وتقييم المخاطر المحتملة للشركات. ودعت أغلب الأنظمة والقوانين إلى زيادة مستوى الإفصاح، خصوصا الإفصاح عن المخاطر. ما يساعد على تحقيق العدالة بين الملاك الرئيسين والمستثمرين على المدى القصير.
بقي أن أقول إن واقع الإفصاح عن المخاطر في شركاتنا المحلية لا يرقى إلى المستوى الذي يخلق وعيا لدى المستثمر بما قد يواجهه من مخاطر محتملة ودرجة خطورتها. كما أن المستثمر البسيط لا يضع عنصر المخاطر المحتملة مستقبلا ضمن عناصر معادلته، والتي يقيم بها الفرص الاستثمارية المتاحة.
موضوع المخاطر موضوع جديد على السوق السعودية، ويجب على الجهات التنظيمية والتعليمية والجهات الممارسة للمهن ذات الارتباط أن تمنحه جزءا من الاهتمام بالدراسة والتوعية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي