السوق والنتائج
حتى بداية تداول أمس السبت أعلنت 124 شركة نتائجها، منها 77 تحسنت ربحيتها مع وجود 19 شركة حققت خسائر من أصل 152 شركة في السوق. استطاعت الشركات القيادية وبنتائج قوية أن تحسن من اتجاهات السوق وتحولها من الأحمر إلى الأخضر مع نهاية الأربعاء والسبت، واستعاد المتداولون أنفاسهم نتيجة الأداء المالي للشركات القيادية، وانخفض بالتالي عدد الشركات القيادية غير المعلنة إلى رقم بسيط، مما عزز نظرة السوق تجاه النتائج المعلنة وعكس تفسيرها على أسعار الشركات المتداولة في السوق، وساهم في إفادة السوق توزيع بعض الشركات الأرباح الربعية لتعزز مصداقية وصحة الأرقام المحققة. والملاحظ مساندة معظم الأسواق العالمية والنفط للتحرك الإيجابي في السوق السعودية، مما دعم استمرارية وتحسن مؤشر السوق.
نتائج الشركات وربحية معظمها ونموها مقارنة بالربع الأول من العام الماضي أعطى نوعا من الراحة للمتعاملين في السوق بمختلف أطيافهم، فالسوق عادة مع الإيجابية تتحرك كوحدة واحدة، ومع السلبية نجدها تتحرك جملة واحدة، ثم في الفترات اللاحقة نجد التفاوت. المتعامل في السوق يهتم بقوة النتائج والتفاعل معها في ظل توافر سيولة إيجابية في السوق وعدم الاهتمام بالتدوير، وهو ما رأيناه في أول يوم تداول من الأسبوع الحالي.
بالطبع وبعد نهاية النتائج سيظهر البعض ليسأل ماذا سيحدث بعد ذلك، فالنتائج ربع سنوية ولا توجد نتائج شهرية تدعم التوقعات وتعيد رسم الخريطة المتداول في السوق. والإجابة إلى حد ما صحيحة في عدم توافر معلومات لدعم الارتفاع السعري، ولكن لا يوجد أيضاً ما يدعم الانخفاض السعري، وعليه يتوقع أن تتجه السوق إلى الاتجاه الجانبي (side way) وعليه نتوقع نموا بناء على الأخبار التي تتناولها المواقع المالية وما تفرزه الشركات من اتجاهات استثمارية وقرارات وما تفرزه الدولة من قرارات اتفاقية واستثماريا لتدعم السوق، وأخيرا أوضاع النفط والمنتجات البتروكيماوية وأسعارها والنمو في الطلب لتوفر الفرصة اللازمة لدعم المتعاملين ويبنون توقعاتهم من خلالها. ولعل ما يدعم التوقعات هو النظر إلى الاتجاهات والمتغيرات الاقتصادية وربطها بأداء الشركات، فنتوقع استمرار وتحسن النمو مع قرارات الشركات واحتمالات التوسع والنمو فيها. فالسلطات تعمل في محيط ديناميكي متحرك وليس استاتيكيا جامدا. وبالتالي يجب أن ننظر إلى السوق والاقتصاد والعالم قبل أن نتبع أهواء وتوجهات لا تستند إلى أساس متين وتخسر ثرواتنا تبعا لذلك.