رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


التوظيف في سفاراتنا وسفاراتهم!

لفت انتباهي خبر مثير نُشر في الصحف المحلية قبل أيام مفاده أنه تمت سعودة 90 في المائة من وظائف السفارات في الدول العربية و50 في المائة من الموظفين في السفارات في البلدان الأجنبية، وأن عدد الدبلوماسيات السعوديات بلغ 100 موظفة. لا شك أن هذا إنجاز جيد يستحق الثناء، ولكنه في الوقت نفسه لا يحقق الطموحات مما يستوجب حث المسؤولين في وزارتي الخارجية والتعليم العالي على بذل المزيد لإشراك أكبر عدد من المواطنين المؤهلين لتمثيل بلادهم، فلا يكفي 100 موظفة للعمل في العدد الكبير من السفارات حول العالم! وليس من اللائق أن تعج السفارات بموظفين غير سعوديين ليسوا من أبناء البلد المضيف!
لا نريد سفاراتنا أن تكون مثل السفارات الأجنبية في الرياض التي لا تبذل جهداً يذكر لتوظيف سعوديين في أي نوع من الأعمال على الرغم من توافر من يحملون شهادة البكالوريوس في اللغات الأجنبية وخاصة الإنجليزية والفرنسية!
أستغرب هذا السلوك من قبل السفارات الموجودة في الرياض التي لا تبدي أي اهتمام بتوظيف السعوديين، بل تلجأ في الغالب إلى موظفين من شرق آسيا أو دول أخرى. وهذا يجعل هذه السفارات معزولة وتعيش في غربة عن المجتمع السعودي ولا تعرف عنه إلا ما تسمع في وسائل الإعلام. وهنا يبرز في الذهن التساؤل التالي: هل هذه السفارات تبحث عن الكفاءات الوطنية ولم تجدها؟! أم أنها تبحث عن العمالة الرخيصة؟! لا أتذكر أنني اطلعت على إعلان واحد في الصحف عن وجود وظائف في سفارة أجنبية! وهذا يدل على عدم اكتراث كثير من السفارات بتوظيف المواطنين وعدم حرص على تعميق الصلة مع المجتمع!
وبالمثل تعتمد السفارات السعودية في الخارج بدرجة كبيرة على الوافدين إلى جانب أبناء البلد المضيف. وإلى عهد قريب لم يكن هناك سعي ملحوظ لرفع السعودة في السفارات السعودية أو الملحقيات التعليمية في الخارج. وعلى الرغم من التغير الإيجابي في السنوات الأخيرة، فإنه لا يصل إلى الطموح من حيث الشفافية في التوظيف أو نمو عدد الموظفين. فلم يعد هناك عذر أو حجة بعدم توافر الكفاءات الوطنية. هناك آلاف الشباب المؤهلين تأهيلاً جيداً ومناسباً لخدمة بلادهم في أي مكان!
أتمنى أن يُبذل جهد أكبر في اختيار العناصر الفاعلة التي تمثل المملكة خير تمثيل بعيداً عن المجاملات واختيار الأشخاص بناء على العلاقات والصدقات والمحسوبيات. ولا ينبغي أن يكون العمل في السفارات والملحقيات عبارة عن مكافأة نهاية خدمة لبعض الموظفين أو ''بونص'' bonus صداقة لبعض الموظفين المفضلين! لا بد من إرساء مبادئ الشفافية والعدالة في التوظيف في الملحقيات والسفارات، بل جميع المؤسسات العامة والخاصة. ومع دخول المرأة في مجال العمل الدبلوماسي لا بد من التأكد من وضوح إجراءات التوظيف وتطبيقها بعناية وعدالة تكفل حمايتها من الابتزاز! فالأمور لم تعد كما كانت في الماضي! ومن المفيد أن نتذكر أن التقاليد الدبلوماسية المعروفة تقتضي بعدم بقاء الموظف في بلد معين أكثر من سنوات محددة كأن تكون خمس أو عشر سنوات كحد أقصى. ولكن من المؤسف أن الوضع ليس كذلك في كثير من الأحيان! فهناك أشخاص يقضون حياتهم في سفارة أو ملحقية تعليمية معينة، مما يمنع تنوع الخبرات ويقلص فرص اختيار الأفضل لتمثيل المملكة!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي