بعد توقف 5 أعوام .. إعادة إحياء أول منتدى قصصي في السعودية
كشف القائمون على منتدى سيهات للقصة القصيرة أول منتدى قصصي منظم في المملكة عن عزمهم معاودة استرجاع أنشطة المنتدى وإعادة إحيائه من جديد بعد توقفه مدة خمسة أعوام ماضية منذ عام 2008، إلا أنه لن يكون مساء كل أحد من كل أسبوع كسابق عهده خلال ما يناهز الـ15 عاما، وإنما في شكل أمسية شهرية لم تحدد بعد، حسبما أوضح مؤسس المنتدى ومقترح الفكرة جعفر الجشي.
وذكر الجشي لـ''الاقتصادية'' أنه عازم خلال السنة المقبلة على إعادة إحياء المنتدى بأقوى مما كان عليه، وبطريقة مختلفة لتفادي الوصول إلى مرحلة اللقاءات المتكررة بشكل روتيني وبطريقة تقليدية، لذا ينوي نقل المنتدى القيام بنقلة كبيرة من ناحية المكان والطباعة، وتخصيص مكان لوجود المرأة كحضورها في أغلب المنتديات، خاصة أن من أسباب توقف المنتدى عدم وجود التمويل، وعدم التطوير، إضافة إلى عدم تواصل الإخوان وانشغالهم بمشروعاتهم الخاصة، مبينا أن تمويل المنتدى في المرحلة المقبلة سيكون تمويلا ذاتيا، ومن ثَمَّ الاستعانة بمن انطلق معهم في بداياته.
#2#
وأشار الجشي إلى أن فكرة إنشاء المنتدى نتجت من حاجة المنطقة والأدباء إلى لقاءات فكرية وثقافية متبادلة، وأن شدة الحماس والهوس بالكتابة القصصية أثمرت فكرة تجميع الشباب تحت مظلة واحدة سميت ''منتدى سيهات للقصة القصيرة''، حيث كان يضم أكثر من 20 حاضرا أسبوعيا في 13 عاما دون انقطاع من مساء كل أحد، مفيدا أن ظروف المعيشة والتنقل من منزل إلى آخر هي سبب انتقال مقر المنتدى من بيته إلى بيت شريكه في المنتدى فاضل عمران.
وبيَّن الجشي أن المنتدى بدأ يتشكل ويتمحور بعد عامين من تأسيسه، أي في عام 1995 بجهود ذاتية دون أن يكون له ارتباط بالنادي الأدبي، أو جمعية الثقافة والفنون، أو الاهتمام بأنشطته، عدا ما يتم استقطابه منهم كأشخاص، ليستفيد المشاركون في النادي والجمعية من خبراتهم، مؤكدا أن المنتدى كان يهتم ويبحث عن الكفاءات والطاقات، ويستقطبهم من المناطق المختلفة كالأحساء والرياض والشمال، من خلال علاقاتهم لا سيما المبدعين من صغار السن.
ويتمنى الجشي أن يحقق المنتدى مع إشراقته الجديدة ما لم يتم تحقيقه في سابق عهده من طموح يأمله القائمون عليه، وهو أن يتم إصدار مجموعة قصصية لكل شخص مساهم في المنتدى.
#3#
ويتفق فاضل عمران، الداعم الرئيس للمنتدى عضو الملتقى القصصي صاحب دار الاستضافة الأسبوعية، على مدى ما يقارب 13 عاما من تأسيس المنتدى مع رأي سابقه، ويقول: ''من المحزن انقطاع المنتدى جراء انشغال الأعضاء بظروف الحياة وإصابتهم بشيء من حالة التشبع، لا سيما أن اللقاءات الأخيرة كانت ضئيلة الحضور، إذ لا يتجاوز عددهم الأربعة أشخاص، بينما كانوا يتجاوزون 17 حاضرا في أعوامه المديدة، مشيرا إلى أن معدل الأمسية الأسبوعية كانت تراوح بين الساعتين والثلاث ساعات من النقاش والمحاورة منذ بداية المنتدى عام 1993.
وأضاف قائلا: ''لا يمكنني تبرير غياب الأعضاء والمشاركين عن منزلي، إلا أنه من المفرح وجود مطالبات من الشباب بإرجاع المنتدى وإعادة أنشطته من جديد، لذا أغلب الآراء تتفق على جعله أمسية شهرية بدلا من أسبوعية، لموازنة ظروف الإخوان وانشغالهم بأعمالهم الخاصة، معلنا أن فكرة تأسيس المنتدى أتت بعد اجتماعاتهم الفكرية النصف شهرية التي يتقاسمون فيها همومهم وأدبهم القصصي، حيث كانت باقتراح من جعفر الجشي الذي كانت الانطلاقة في منزله لمدة عامين، وهو أحد الثلاثة الأوائل الذين وضعوا نواة المنتدى مع فاضل عمران وناصر النصر.
وفيما يتعلق بأهمية إعادة المنتدى في الوقت الحالي مع وجود وسائل تواصل اجتماعية بديلة عن الملتقيات أكد عمران أن المنتديات الثقافية الأدبية لا بد منها، لأننا كائنات فيزيائية تحتاج لقاءات تقريبية لنرى الوجه الآخر الحقيقي لمن يحدثنا، ونستقي منه علومنا، كون الإنترنت لا يرينا حقيقة الشخص المقابل بطبيعته، كما أن الإنترنت لا يصنع مخترعين، وإنما يخرج لنا هواة ومبدعين.
وتابع عمران أن المنتدى يعد مفخرة وخير مثال لإبراز طاقات شبابية مبدعة على مستوى المملكة، وليس الشرقية فقط، لأن المجموعة التي انطلقت منه كانت مهمشة في بداياتها غير معروفة، واليوم ليس مصادفة ما أصبحوا عليه، لهذا كلنا ندين للمنتدى الذي كان مدرسة استفدنا منه جميعا، وما زالت بصمته على شخصياتنا وأدبنا، منوها إلى أن المنتدى كان حجر الأساس الذي تبلورت منه فكرة عمل ملتقى الوعد الثقافي، وتشكلت فيه كذلك فكرة انطلاق أضخم تجمع سنوي لمثقفي المملكة، وهي الرحلة الثقافية.
وأعقب عمران أن منتدى سيهات للقصة القصيرة هو أول منتدى قصصي منظم أهلي في المملكة سبق المؤسسات العادية، غايته تقديم شيء للوطن الكبير كتسديد دين لكيان الوطن وروحه وأبنائه الذين يلتمسون تقديم الفن النظيف ورعاية الإصدارات المتميزة، مع إظهار بعض الأقلام التي لم تأخذ حقها بشكل إعلامي يخدمها ويقدمها للأندية.
#4#
في حين يرى المخرج محمد الباشا أحد الأعضاء أن المنتدى ولد من رحم المجتمع وابن له، غير أنه ظل فترة طويلة غير معروف للعامة، لأن التوجه العام في سيهات والقطيف لم يوجه للسرد بشكل خاص القصة القصيرة كرافد ثقافي وفضاء تعبيري، حيث كان التوجه نحو الشعر، لدرجة أن كثيرا من المتلقين كان يقف مستهجنا أمام رغبات المشاركين في قراءة نص سردي في محفل ديني أو اجتماعي، منوها إلى أن نادي الخليج بعد فتحه للشباب أبواب التواصل الأدبي والثقافي والمجتمعي أسهم في إخراج الأمر للعيان الذين ارتادوا المنتدى، متواصلين مع النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون، كحضور ومشاركين، سواء في الأمسيات الأسبوعية أو الفعاليات.
وأبان الباشا أن مشاركة العنصر النسائي في المنتدى، وتواصلهن التفاعلي لم تعق أمام إشكالية كونه مقتصرا في الحضور على الرجال، وذلك عبر الفرص المتاحة وقتها، من إيصال قصصهن أو نتاجهن الأدبي عبر المعارف والأصدقاء، لتداولها في المنتدى، وطرحها، ومن ثَمَّ التعليق عليها ونقدها، مفيدا أن المنتدى في السابق قد تنبأ لبعض المشاركات بالمستقبل اللامع والحضور الواعد، من خلال اطلاع لجنة التحكيم على إنتاجهن الأدبي في المسابقات المحلية للقصة القصيرة، حيث إن بعضهن سجلن حضورهن في الساحة.
#5#
من جانبه أفاد عيد الناصر، مدير جمعية الثقافة والفنون في فرع الدمام، أن جمعية الثقافة والفنون ليست لها علاقة بأمور النثر في المرحلة الحالية، وهي ليست معهدا أو جامعة متخصصة في هذا الفن، بل هي مكان لتبادل الخبرة والمعرفة الثقافية والعملية بالفنون كافة من مسرح، وموسيقى، وخط، وتشكيل، وتراث، وغيره، منوها إلى أن الجمعية لا تمانع في استضافة أي نشاط ثقافي يهدف إلى تشجيع الشباب والشابات من أبناء الوطن ودعمهم.
وقال الناصر: ''لم أكن من مؤسسي المنتدى، وإنما كنت مع بعض الأصدقاء نُدعى للمشاركة في أمسيات يقيمها المنتدى بين فترات وأخرى، بينما يعد فاضل عمران وجعفر الجشي وآخرون المجموعة الشبابية المؤسسة له، لافتا إلى أن نادي القصة القصيرة في المنطقة الشرقية في بداية تأسيسه كان أحد أنشطة الجمعية، لكنه بعد ذلك تم نقل مرجعيته إلى النادي الأدبي، ولا يزال الوضع على ما هو عليه حتى هذه اللحظة.
يذكر أن منتدى سيهات للقصة القصيرة أُسس عام 1993 بجهد ذاتي خاص من كوكبة لامعة في فضاء الكتابة والأدب وهم: جعفر الجشي، وفاضل عمران، وناصر النصر، ثم تبعهم في الرعيل الأول كل من: محمد الباشا، ومؤيد السبع، وبعدهم انضم حسين السنونة، وجعفر البحراني، وعيد الناصر، وحسين الجفال، وفهد المصبح، ويعد الأخير أحد أعمدة المنتدى.