متخصص : الجرائم تتناقص بمعدل 10 آلاف جريمة لو كنا دون تلفاز
أثبتت دراسة علمية مكثفة أن هناك تأثيرا مباشرا وملحوظا للتلفاز على سلوك وتفكير مشاهديه، حيث كشف متخصص في مصادر الأمراض أنه لو لم يخترع جهاز التلفاز لكان هناك في أمريكا في هذا العصر انخفاض في الإجرام بنسبة عشرة آلاف جريمة قتل سنوياً وسبعين ألف جريمة اغتصاب وسبعمائة ألف جريمة عنيفة. وتوصل الدكتور براندون سنتروال المتخصص في دراسة مصادر الأمراض Epidemiology إلى هذه النتائج إثر دراسة دامت قريباً من ثلاثين سنة وتحدث بها أخيرا في مؤتمرات تعنى بالصحة العامة .لاحظ الدكتور براندون أن جهاز التلفاز قد دخل في أمريكا وكندا في سنة 1945م. وفي الفترة ما بين 1945 و1974 ارتفعت نسبة القتل في تلك الدولتين بنسبة 93 في المائة في أمريكا و92 في المائة في كندا. حيث صرح الدكتور براندون قائلا : لو لم يخترع جهاز التلفاز لكان هناك في أمريكا في هذا العصر انخفاض في الإجرام بنسبة عشرة الآف جريمة قتل سنوياً وسبعين ألف جريمة اغتصاب وسبعمائة ألف جريمة عنيفة.
فرأى الدكتور أن يعضد نظريته بعلاقة وسائل الإعلام في تفشي الإجرام بأن أجرى بحثاً على مجتمع جنوب إفريقيا. وكانت حكومة جنوب إفريقيا قد منعت دخول جهاز التلفاز في دولتهم لأسباب سياسية حتى سنة 1975م. ولقد كانت وسائل الإعلام الأخرى كالكتب والإذاعة والمجلات وغيرها متوافرة بكثرة ومتطورة، لذا أمكن استبعاد تأثيرها في دراسته هذه.
لاحظ الدكتور براندون أن نسبة جريمة القتل قد انخفضت في جنوب إفريقيا بنسبة 7 في المائة في نفس الفترة ما بين 1945 و1974 التي ارتفعت فيها نسبة جرائم القتل في أمريكا وكندا.وفي سنة 1975 دخل جهاز التلفاز في جنوب إفريقيا فرأى الدكتور أن يتابع أثر هذا الجهاز في سلوك المجتمع وقيمه.
تنبأ الدكتور براندون بأن مجتمع جنوب إفريقيا سيشهد ارتفاعاً في نسبة الإجرام خلال 10 إلى 15 سنة من تاريخ 1975 – سنة دخول التلفاز، وأن أول فئة ستقبل على هذه الجريمة الشباب البيض، ثم يلحقهم الشباب السود بعد ذلك بنحو ثلاث سنوات.وبالفعل، لقد نشرت سنة 1989 إحصاءات عن عدد ضحايا جريمة القتل في جنوب إفريقيا في سنة 1987 فوجدوا أن نسبة القتل في تلك السنة قد ارتفعت بنسبة 130 في المائة عما كانت عليه سنة 1975. أي أن عدد ضحايا جريمة القتل قد ازداد إلى أكثر من الضعفين خلال فترة الاثنتي عشرة سنة هذه.وحينما سُئل الدكتور براندون كيف عرف أن الشباب البيض سيسبقون الشباب السود إلى هذا الأمر، صرح قائلا: إن الطائفة الثرية في مجتمع جنوب إفريقيا في ذلك الوقت كانت طائفة البيض، وإنهم سيكونون أول المقتنين لتلك الأجهزة الجديدة وإن أطفالهم سيكونون أول الأطفال تعرضاً لهذه الوسيلة وتشبعاً منه.
ثم بعد مضي ثلاث سنوات سيشتري السود الأجهزة المستخدمة عند البيض فتبدأ بالتأثير فيهم. فإذا مضى قرابة عشر سنوات فسوف يشب أولئك الأطفال البيض الذين تربوا على التلفاز فيبدأ ظهور تأثيره فيهم، وهكذا مع السود. وبالفعل حصل الأمر كما توقع الدكتور براندون.ولقد بحث الدكتور براندون مجموعة أخرى كبيرة من العوامل المؤثرة المحتملة
كفارق السن والتمدن وانتشار الأسلحة والأحوال الاقتصادية وتناول الخمور وتطبيق القصاص والاضطرابات السياسية والقومية فلم يجد لأي من هذه العوامل تزامنا أو توافقا لهذه الأحداث حتى يتمكن من عزو هذه الظاهرة إلى شيء منها.