زلزال الشباب
ضرب ليلة الأحد الماضي زلزال شبابي مدينة جدة طالت هزاته الارتدادية الوسط الرياضي بأكمله، فالفريق الذي عانى الموسم الماضي مشاكل فنية انسلخ منها هذا الموسم ولم يخضع لها طويلاً، فبدأت أول هزة إرادية للتغيير طالت بعض لاعبي الفريق الأول والجهازين الفني والإداري المشرف على الفريق وبرغم الصخب الإعلامي والاحتقان الجماهيري مضى مسيرو النادي بخريطة العمل المرسومة ولم يثنهم ذلك عن السير قدماً بما عزموا عليه، فتم التعاقد مع مدرب ممتلئ عبقرية أنسى الشبابيين مدربهم طيب الذكر ''هكتور'' الذي طالما ارتبط وجدانهم به فأتى البلجيكي الجديد بفكر وتنظيم مختلف أحدث هزة فنيةً داخل صفوف الليث كيف لا وماجد المرحوم الذي عرفناه محوراً دفاعياً يصبح مهاجماً خلف ناصر الشمراني في فكر تدريبي عال، فالمدرب أوجد توليفة مميزة من لاعبين نجحت الإدارة في جلبهم وتوفير الميزانية اللازمة للتعاقد مع هؤلاء النجوم وحين بدأ الموسم الرياضي بدأ الشباب قوياً ونجح في تجاوز عقبة الهلال كإنذار مبكر لجميع الفريق فكانت هزة أخرى زلزلت ثقة بقية الفرق بتعاقداتها واستعدادها أعطت إشارة بأن الفريق استعد جيداً ومبكراً ولن يرضى بغير البطولة في ظل التزام إدارة النادي نهجاً إعلاميا مختلفا اتسم بالهدوء والبعد عن النبرة العالية فخلق مناخا مثالياّ للعمل فأخذ برودوم بزمام الخطط الفنية في راحة وسكون وبكل تأكيد كان هذا خارج الملعب فقط أما داخله فكان زلزالاً فنياً قلب فيها كل التوقعات حتى جماهيرية الفريق أحدثت انقلابا في موازين المعادلة فلم يعد المدرج الشبابي هامشياً وصامتاً كما كان سابقاً أو خياراً ثانياً فبدأت الروح تعود إليه من جديد بدعم فريق النجوم وسياسة الجذب التي انتهجتها إدارة النادي في ظل دراسة لفن التسويق من خلال تصاميم جديدة لشعار الفريق وإعادة اللون البرتقالي كإضافة جمالية تحمل رسالة للنشء بأن مستقبل الكرة وجمالها هنا، ومع احتدام المنافسة تخلت إدارة النادي عن جانب الصمت وظهر صوتها قوياً ومؤثراً وبدأت تعمل جنباً لجنب مع الجهاز الفني فهي ترسل رسائل للفريق المنافس تشغله وتربكه كي تفقده التركيز، ونجحت فخسر الأهلي مباراة الاتحاد وبدأ أمام الشباب تائهاً فلم يصح إلا متأخراً، وتحت ضغط مضي الوقت وتلاشي الدقائق وسرعة الثواني انفلتت الأعصاب ونال لاعبوه الكروت تباعاً بعد ذلك، فكان الزلزال مدوياً وقوياً بقدم ناصر الشمراني زلزال الهجوم الشبابي صاحب الحضور الرائع الحماسي القوي فكان ختامه مسكا وبطولة بطعم مختلف، وجد الشبابيون أنفسهم بعدها وقد قلبوا معايير وموازين كثيرة سيكون لها ما بعدها في المنظور القريب.
متفرقات
- زادت الفرحة الشبابية بالبطولة بمقابلة الرمز الشبابي خالد بن سلطان وزفه بشرى استمرار رئيس النادي والمدرب لأربع سنوات مقبلة مما يعطي استقراراً وثباتا لفريق العمل كي يكمل مسيرة البناء الجديد.
- أحمد عطيف كان قائداً بارعاً في أرض الميدان أسهم كثيراً في توازن الفريق اتضح دوره في الدقائق الأخيرة من المباراة.
- ناصر الشمراني أصبح علامة بارزة في الهجوم الشبابي فهو روح وقوة وتمركز وماكينة أهداف قبل ذلك.
- مختار فلاتة رسخ أقدامه كمهاجم صريح ومساند لدور ناصر الشمراني بينما في الأهلي وقعوا في ورطة كبيرة جداً بعد إصابة عماد الحوسني ففقد الهجوم فاعليته وخسر مدربه أهم أدواته.
- حسن الراهب من التهميش طوال موسم كامل وضبابية في تجديد العقد يجد نفسه في معمعة المباراة مطالباً بإيجاد الحل وفك شفرة التنظيم الدفاعي للشباب.
- الأهلي كان علامة بارزة وقدم جهداً كبيراً طوال الموسم فلا يجب تعليق كل المكتسبات على مشنقة خسارة البطولة بل يجب دعم مسيرة العمل وبقوة أكبر فهذه روح المنافسة الحقيقية.
الخاتمة
ومن يتهيب صعود الجبال .. يعش أبد الدهر بين الحفر