أرباح الشركات خارج اهتمامات المستثمرين
تلعب الإرباح الموزعة دورا مهما للمستثمر الراغب في تحقيق تدفقات نقدية تساهم في دعم احتياجات المستثمر والمالك للأسهم. الربح الموزع من طرف الشركات يمثل دخلا مستمرا أسوة بالاستثمار العقاري وإن كان يتميز عنه بضعف المؤثرات السلبية وسهولة الحصول على الدخل.
واعتمدت الأسر والمتقاعدون على الدخل من الأرباح الموزعة في توفير السيولة اللازمة دون الحاجة إلى تسييل الاستثمارات أو العيش منها. وتوافر الأرباح الموزعة ميزة مهمة وهي أنها صافية بعد دفع الزكاة فلا يحتاج المالك إلى الأسهم والمحتفظ بها لغرض الاستثمار أن يدفع الزكاة مرة أخرى.
وللأسف وبعد التذبذب السعري والذي تعايشنا معه في السنوات السابقة أصبح الفرد يهمل ولا يهتم بالأرباح الموزعة حتى أنها أصبحت تشكل مشكلة لبعض الشركات من زاوية الزكاة وعدم قدرة الشركات على التصرف فيها. وأصبح الفرد لا يهتم بها عند اتخاذ قراره الاستثماري وتوقيت دخوله وخروجه في ظل البديل وهو التذبذب السعري.
المتغيرات
تم استخدام الربح الموزع بالريال السعودي للسهم ولكل الشركات العاملة في أربع قطاعات وهي البنوك والبتروكيماويات والأسمنت والتجزئة. وتمت تغطية فترة خمس سنوات لبيانات منشورة في موقع أرقام. كما تم احتساب المتوسط للسنوات وللقطاعات وللشركات.
#2#
النتائج القطاعية
حسب الجدول رقم (1) نجد أن قطاع الأسمنت أكثر القطاعات توزيعا للربحية خلال فترة الدراسة. في حين أن أقل القطاعات توزيعا للربحية خلال فترة الدراسة هو القطاع البنكي في حين أن القطاع البتروكيماوي تبادل المراكز مع قطاع التجزئة في الوسط. وكان التذبذب في الربح الموزع هو الوضع القائم في القطاعات ولم يحقق أي من هذه القطاعات ثباتا أو نموا مستمرا. الوضع الذي يعكس لنا قراءة الشركات لاهتمامات المتعاملين في السوق وتركيزهم على النمو الرأسمالي مقارنة بالتوزيعات الربحية. وعادة ما يهتم بالنمو الرأسمالي الفئات التي ترغب في تأخير الاستهلاك وهو النمط الذي ساد ومعه الشركات ركزت على توزيع الأسهم المنح مقارنة بالنقد.
متوسطات الشركات
ومن خلال المتوسط الموزع من قبل الشركات وذلك خلال الخمس سنوات السابقة (جدول رقم (2)) نجد أن أكبر الشركات متوسطا هي سافكو (10.8 ريال) أي أنها وزعت 54 ريالا للسهم الواحد خلال خمس سنوات. تلتها جرير ثم أسمنت الجنوب ثم أسمنت القصيم ثم أسمنت الشرقية والسعودية ثم ينبع (خمس شركات أسمنت) ثم سابك. والبنوك احتلت ترتيبا متأخرا (التاسع) الراجحي ثم سامبا. كما يتوافر في هذه القطاعات شركات لم توزع أرباحا نتيجة للخسائر المحققة وكون بعضها حديث الإنشاء.
والملاحظ أن الشركات التي توزع أرباحا أو وزعت أرباح شركات قوية في تحقيق الربحية وفي نجاحها في ممارسة نشاطها كما أنها حققت نموا سعريا في الفترات الماضية وحافظت عليها. وبالتالي وجود ربح مهم للنمو السعري وتوزيعه تأكيد على قوة الشركة وجودة أرباحها المحققة. حيث يعتبر أن توزيع الربح نوع من تأكيد توافر تدفق نقدي داخل للشركة بعيدا عن الأرباح الصورية. وبالتالي فإن استمرارية الشركة ونموها أيضا رهن باستمرارية ونمو توزيع الأرباح من طرفها.
مسك الختام
من المؤشرات المهمة والحيوية توزيع الشركة للأرباح النقدية، ولو نظرنا لقائمة الشركات السابقة لوجدنا أن أقوى الشركات ربحية ومركزا في السوق هي الموزعة للأرباح والمحافظة أو النامية في التوزيع. ولعل أعلى الشركات سعرا في السوق هي الأعلى توزيعا للربح خلال السنوات الخمس الماضية. وبالتالي يهتم السوق بالربح الموزع ويقيم عليه استثماراته.