هدوء وتوقف النزيف
مع نهاية تداول أمس الأربعاء عاد السوق للارتفاع، وتوقف النزيف بعد أن مرت أيام عدة خسر السوق فيها جزءاً من نموه خلال الأسبوع الحالي ونهاية الأسبوع الماضي. ولعل عدم تقبل الكل وتظلمهم من انحدار السوق وقلقهم، في ظل ظهور نتائج الشركات واستمرارها على الجانب الإيجابي، وخلال فترة الأسبوعين الماضي والحالي. ولعل توقف النزيف يعود لنظرة المتعاملين في السوق وحول معقولية ومنطقية الهبوط، وأن المفترض توقف ذلك، خاصة أن عدداً كبيراً من الشركات المعلنة حقق بعضها نتائج أقوى من المتوقع ومما نشرته بعض الشركات المالية المحلية. والسؤال المنطقي: لماذا تراجع السوق (ونقصد كله وخاصة الشركات القوية مالياً)، والإجابة هي تخوف البعض من أن ارتفاع أسعار الأسهم تجاوز الحد المقبول، وأن هيكل الأرباح المحقق والمتوقع لا يدعم المستويات السعرية الحالية. وبالتالي قاد هذا التخوف لتراجع السوق، ومع وجود الاتجاه التنازلي للشركات الكبرى، والتي تمثل الثقل سحبت معها الشركات الصغيرة، وتحولت عملية الطلب إلى عرض. وبالتالي تركزت الضربة على أسهم المضاربة بصورة خاصة، مما أدى إلى تراجعها وهبوطها، الوضع الذي أسهم فيما يسمى ''نظرية الدومينو''.
السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل سيستمر تحسن السوق خلال الأسبوع المقبل؟ والإجابة: الأسبوع المقبل مهم، لأنه يمثل حتى السبت في الأسبوع ما بعد المقبل نهاية فترة إعلان النتائج، وبالتالي، ومع ظهور نتائج الشركات القيادية بمختلف أنواعها وبافتراض تحسنها، لا بد للسوق أن يتجاوب معها، وبالتالي نتوقع بذلك تحرك السوق إيجاباً، وبالتالي استمرار النمط الإيجابي مقارنة بالسلبي، ويعوض السوق المتعاملين عن الانخفاض بسبب الضغوط النفسية والشائعات السلبية حول قوة وسلامة الأنظمة والإجراءات داخله. ولعل الرؤية حول الاتجاه الإيجابي تعتمد على نتائج الشركات القيادية التي ظهرت نتائج عدد منها، ولكن ما زالت الغالبية ننتظر ظهورها خلال الستة أيام عمل مقبلة للسوق. والإيجابية تعتمد على تحقيق نمو ربحي وليس تراجعاً سلبياً في الأيام المقبلة، وعليه فإن وجود نتائج سلبية سينعكس سلباً على السوق، وربما يدخلنا في دوامة أخرى من التراجع، ولكن هنا ستكون لسبب منطقي ومقبول وليس لتخوف نفسي أو شائعات غير مقبولة.