كذب المنجمون ولو صدقوا
لسان حال السوق السعودي يقول كذب المحللون ولو صدقوا، حيث نشرت عدة شركات مالية تعمل في سوق المال السعودي توقعاتها حول ربحية الربع الأول ونموه وكانت كلها إيجابية وخلال نفس الفترة نجد أن جواب السوق هو التراجع والانخفاض بدءا من الأربعاء حتى منتصف تداول يوم الإثنين. وظهرت نتائج بعض الشركات في قطاعات عدة، وكانت إيجابية، مقارنة بالعام الماضي، وكان تفاعل السوق سلبياً مع تلك البيانات. ومع هذا الوقت تنتشر الشائعات، خاصة حول السيولة ومصادرها دون تأكيد أو نفي وأصابع الاتهام تتجه نحو جهات رسمية. ولنا هنا وقفه نظرا لأن قيام جهات رسمية بهذا العمل فيه خطورة على السوق وعلى الجهات نفسها، حيث إن قيامها بالتأثير على السوق لن يكون له مردود إيجابي وبالتالي لا أعتقد أن هناك منفعة من هذا التصرف والتلاعب في السوق، وبالتالي لا يحدث مثل هذا الاتجاه.
السوق نتيجة لاختلاف العوائد وتشبع القطاع العقاري واستمرار انخفاض سعر الفائدة والمحافظ الاستثمارية ثابت العوائد محليا ودوليا شهد تركز وتوجه سيولة للاستفادة من الفرص المتاحة ودخول السيولة وارتفاع السوق التدريجي خلال الأشهر الماضية (نحو أربعة أشهر) ساهم في انتعاش البعض ورغبة البعض الآخر في الاستفادة من الفرصة المتاحة. واستمر تدفق السيولة مع وجود التوقعات الإيجابية، واستمرار ارتفاع الأسعار في الحفاظ على مكتسبات السوق ونموه.
حاليا بدأ التخوف من أن السوق وصل للنقطة العليا، وبالتالي ارتفاع الأسعار في ظل المكررات الحالية والتخوف من تراجع أرباح بعض الشركات في ظل حقيقة أن أرباح الربع الرابع كانت أقل من الربع الثالث من العام الماضي تسببت في الضغط السلبي الحالي. والسؤال ما الذي يغير الاتجاه في السوق نحو الإيجابية والإجابة تحسن ونمو ربحية الشركات في السوق، خاصة الشركات القيادية في السوق.
وبغض النظر عن محرك السوق والسبب يعتبر المكرر الحالي، الذي وصل له السوق معقول ومقبول من وجهة نظر الأسواق العالمية، التي تحققت في أسواق عالمية، وليس في المنطقة لاختلاف المخاطر وحجم ونوعية أسواق السعودية، مقارنة بالمنطقة. ولكن هل تستمر المقولة في سوقنا ''كذب المنجمون ولو صدقوا'' على تفاعل الأسعار ومستويات المؤشر، وبالتالي حتى لو حققت الشركات القيادية مستويات مرتفعة من الربح، فهل يتراجع السوق الأيام القادمة؟ المستقبل سيدحض هذه المقولة أو يدعمها. وحتى تعلن النتائج نستطيع الحكم على السوق ونموه أو تراجعه وبالتالي ربما تتوافر الفرص مرة أخرى.