مقيمون يعرضون مشاكلهم التجارية.. وسعوديون: مشكلتنا دخولكم في الأعمال كافة
لم يتوقع الحضور السعوديون من ملاك المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وربما المختص المتحدث الرئيس في محاضرة غرفة الرياض التي أقيمت البارحة الأولى عن القطاع، أن تصل منافسة الأجانب إلى القاعة المخصصة لاستعراض التجارب المحلية والدولية، وذلك بعد أن بدأ عدد من المقيمين من ملاك تلك المشاريع بتوجيه أسئلتهم والعوائق التي تقف أمام تأسيس وتطوير مشاريعهم الخاصة، بالرغم من أن معظم الحديث أثناء المحاضرة خصص لمشاكل السعوديين في القطاع!
الوافدون من الحضور لم تختلف أسئلتهم وتعليقاتهم كثيراً عن السعوديين، حيث طالب بعضهم بضرورة إلزام البنوك بتمويل أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتحمل المخاطرة بالنظر إلى الفوائد التي تجنيها من العملاء، فيما تمنى البعض تسهيل إجراءات إطلاق المشاريع، وآخرون لفتوا إلى ضرورة تدخل اللجنة المختصة في الغرفة في تذليل العقبات أمامهم.
بعد تكرار الأسئلة من قبل غير المواطنين، بدا الامتعاض واضحاً على وجوه عدد من السعوديين من أصحاب المشاريع، وبدا أيضاً أن أحدهم لم يحتمل، وقاطع بتعليقه قائلاً: ''نحن مشكلتنا في الوافد الأجنبي الذي دخل في كل الأعمال التجارية، حيث نجده مديرا تنفيذيا، ومسؤول مبيعات، وعددا من الأعمال الأخرى''.. هذا التعليق الساخن عمل على تهدئة حدة أسئلة المقيمين في القاعة، بل إن بعضهم غادر القاعة بعد استماعه لذلك.
حضور كثيف غطى أرجاء القاعة التي حملت تفاعلا ملحوظا من قبلهم مع ما طرحه الدكتور خالد اليحيى من خلال دراسته الخاصة على قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في ثلاث دول، حيث استمرت المحاضرة والمناقشات لنحو ثلاث ساعات، وأجمعت معظمها على أن ''البنوك هي المشكلة الأساسية للقطاع''.
الحديث عن مشاكل القطاع طال هيئة الاستثمار، التي اعتبر الحضور أنها تعد إحدى مسببات المشاكل بالنظر إلى أنها أسهمت في دخول استثمارات أجنبية غير مجدية نافست بدورها المستثمر السعودي في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مطالبين بضرورة إعادة النظر في نظام الاستثمار الأجنبي في السعودية خلال الفترة المقبلة، والسعي لحماية المستثمر السعودي من سلبيات ذلك.
عدد آخر من الحضور سأل عن الأسلوب الأمثل للدخول في مشاريع القطاع، وكيفية اختيار المشروع، والحكم على نجاحه، لافتين إلى أن التسويق يظل مشكلة ملازمة لتلك المشاريع بجانب مشكلة التمويل.
الحضور النسائي كان له نصيب من مناقشات المحاضرة، حيث تركزت أسئلة الحاضرات على شروط التمويل في بعض الجهات الحكومية، وتذمرهن أيضاً من الجهات الممولة التي أشرن إلى أنها لم تساعدهن في دعم مشاريعهن الخاصة، نظراً لعدم توافر الضمانات.
أبرز ما لفت الانتباه هو أعمار الحضور داخل هذه القاعة العتيقة.. الصغار والكبار معاً يستمعون للنماذج والتجارب الناجحة في قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ويسألون ويناقشون بشغف حتى بعد انتهاء الوقت المخصص للمحاضرة، وبدا من خلال أسئلتهم أن مشكلة البطالة والتوظيف حاضرة في أذهانهم حتى في المحاضرة المخصصة للمشاريع التجارية الخاصة.