شباب وفتيات «كليمنجارو» .. الأفكار الإبداعية ليس لها حدود

قرأت قبل أيام عدة في جريدتنا الموقرة كيف تمكن شباب وفتيات سعوديون من الوصول إلى قمة جبل كليمنجارو في تنزانيا، الذي يعد أعلى قمة في إفريقيا والأشهر على مستوى العالم، دعما من هؤلاء الشبان والفتيات لإنشاء أول مركز للكشف المبكر عن أمراض السرطان في المملكة، حيث أجمع هؤلاء الشباب بعد أن تم تكريمهم من قبل الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية على أن أول عمل قاموا به بعد صعودهم القمة هو السجود لله شكرا، بعد أن ذهبوا لتحقيق هدف سام للمرضى في المملكة بإنشاء أول مركز متخصص في هذا المجال ونشر الوعي بأهمية الكشف المبكر، ورد الدين للوطن، الذي قدم كثيرا.
هؤلاء الشباب والفتيات أثبتوا للجميع أنهم قادرون على ابتداع وتبني أفكار جديدة تساعد على الحفاظ على إخوانهم وأخواتهم من أفراد المجتمع، وذلك من خلال تبنيهم فكرة جمع مبلغ لإقامة مركز يختص بالكشف المبكر عن أمراض السرطان في المملكة، مرسلين بذلك رسالة سامية لأمثالهم من الشباب والفتيات بأن شبابنا مبدع وطموح وقادر على نفع المجتمع في مختلف المجالات.
إننا في واقع يحتم علينا بمختلف تخصصاتنا وتوجهاتنا الاهتمام بفئة الشباب الذين يملكون روح المبادرة لأفكار تخدم الإنسانية، لذا علينا تفهم احتياجاتها وتطلعاتها من أجل الاستفادة من مواردها لتحقيق الإبداع، والإنتاجية لاقتصادنا، والمساهمة في عجلة التنمية. فلقد حدد التعداد الأخير للسكان في المملكة عدد المواطنين السعوديين من الجنسين بنحو 18 مليونا و707 آلاف، يمثل الشباب من هذا العدد نسبة عالية جدا قد تفوق 60 في المائة، الأمر الذي يدعونا بشكل فعلي إلى تحوير الأنظمة والقوانين والاستراتيجيات إلى ما يحقق طموحات هذه الفئة ويتوافق مع تطلعاتهم، حيث إنه متى فعلنا ذلك حصلنا على مكاسب عظيمة لبلادنا، فوجود نسبة عالية من الشباب يعني العمل بكل نشاط وحيوية وتأسيس قاعدة متينة تخدم حاضرنا ومستقبلنا، لكن لا بد لنا جميعا دعمهم وإعطاؤهم الفرصة لإثبات وجودهم وأعمالهم المبدعة، ودعمهم معنويا وأدبيا وماديا، ولنا في تكريم الأمير محمد بن فهد لشباب وفتيات جبل كليمنجارو قدوة نقتدي بها، إذ إن تكريمه لهم لم يكن عاديا بل تمثل في تكريم الأب لابنه المبدع وسؤاله عن كل صغيرة وكبيرة في الرحلة التي قاموا بها، والإشادة والفخر بما قاموا به، هذا إضافة إلى توجيهه الكريم بوجوب إبراز ذلك إعلاميا ليكونوا قدوة لجيلهم، ورسالة لنا جميعا بأن الأفكار الإبداعية ليس لها حدود.
إنني أكاد أجزم أن لدينا نسبة كبيرة جدا من الشباب والفتيات المبدعين والطموحين، لكنهم ينتظرون من يمد لهم يد العون، ويساعدهم على تحويل إبداعاتهم إلى واقع يستفيد منها المجتمع، كما أن هناك حاجة ماسة إلى بذل مزيد من الجهد الشامل لضمان مشاركة كاملة للشباب في مجتمعاتهم، بما فيها مساعدة الحكومات، والقطاع الخاص، والمنظمات غير الحكومية، والمنظمات الأهلية، كذلك لا بد من إعطاء هذه الفئة العزيزة علينا الثقة ومشاركتها الرأي والمشورة، وتبني أفكارها ومقترحاتها.. فهم فلذات أكبادنا ومستقبلنا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي