شكوك بشأن تأييد أوروبا لمرشح واشنطن لرئاسة البنك الدولي
تعوّل واشنطن على التزام مرشحها لرئاسة البنك الدولي جيم يونغ كيم بقضايا المجموعات الأكثر ضعفا وأصوله (هاجر إلى الولايات المتحدة عندما كان في الخامسة من عمره) لإيجاد توافق حول اسمه في مجلس إدارة البنك الذي يضم ممثلي 25 بلدا أو مجموعة دول. وفور إعلان ترشيح الأمريكي جيم يونغ كيم، عبر وزير المالية الكندي جيم فلاهيرتي عن دعمه لانتخابه. وقال :''إن كيم قيادي بارز في مجال التنمية والصحة في العالم ومشهود له في عمله في مكافحة انتشار الإيدز والسل في الدول النامية''. وأضاف ''نعتقد أنه المرشح الأفضل لتولي منصب رئيس البنك الدولي''.
وكان البنك الدولي قد أعلن أمس الأول أن ثلاثة مرشحين يتنافسون لتولي رئاسته خلفا لروبرت زوليك الذي تنتهي ولايته في الثلاثين من حزيران (يونيو) المقبل، هم أمريكي وكولومبي ونيجيرية. وقالت هذه الهيئة المالية الدولية في بيان نشر بعد انتهاء مهلة تقديم الترشيحات إن المرشحين الثلاثة هم الأمريكي جيم يونغ كيم والكولومبي خوزيه أنتونيو أوكامبو والنيجيرية نغوزي أكونجو أيويالا.
وقبل ساعات قليلة من انتهاء موعد تقديم الترشيحات، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه اختار الطبيب وعالم الأنثروبولوجيا جيم يونغ كيم (52 عاما) الذي يتحدر من كوريا الجنوبية ويترأس جامعة دورتماوث العريقة.
وقال الرئيس الأمريكي: ''إن كيم أمضى أكثر من عقدين في العمل من أجل تحسين ظروف الحياة في الدول النامية''.
وشكلت تسمية جيم يونغ كيم مفاجأة لأن اسمه لم يرد قبلا بين المرشحين المحتملين لخلافة زوليك. وقال مصدر قريب من البنك الدولي لوكالة فرانس برس : ''لم يكن (ترشيحه) متوقعا إطلاقا''.
من جهته، قال مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأمريكية إن أول الذين فوجئوا بترشيح كيم هم شركاء الولايات المتحدة في هذه الهيئة المتخصصة في المساهمة في التنمية، والذين لم تتم استشارتهم.
وقبل ساعات من انتهاء المهلة، أعلنت جنوب إفريقيا القوة الناشئة في القارة، ترشيح وزيرة المالية النيجيرية نغوزي أوكونجو أيويالا (57 عاما) التي كانت تعمل في إدارة البنك وتعد منافسة جدية للمرشح الأمريكي.
وكان وزير المالية الكولومبي السابق والأستاذ حاليا في جامعة كولومبيا خوسيه أنطونيو أوكامبو (59 عاما) قد أعلن الأربعاء ترشحه للمنصب.
وعبرت مجموعة المنظمات غير الحكومية أوكسفام إنترناشونال عن ارتياحها ''لوجود نقاش حقيقي حول طريقة الحصول على إدارة شرعية وتتمتع بمصداقية للبنك الدولي''، مشيرة إلى أن إفريقيا ''تقدمت بمرشحة تتمتع بمؤهلات كبيرة''.
وبموجب اتفاق ضمني بين الولايات المتحدة وأوروبا يتولى رئاسة البنك الدولي أمريكي بينما يتولى إدارة صندوق النقد الدولي أوروبي.
وكيم ليس معروفا لكنه تولى ملف الأيدز في منظمة الصحة العالمية. وهو مختلف تماما عن الذين تولوا رئاسة البنك الدولي الذين جاؤوا جميعهم تقريبا من أوساط السياسة أو المال.
وقال مارك فيسبروت من مركز الأبحاث الاقتصادية والسياسية :''اذا أصبح كيم رئيسا (...) فسيكون أول شخص مؤهل لهذا المنصب يشغله منذ إنشاء هذه الهيئة المالية الدولية''.
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه : ''ليس هناك أي سبب حاليا للتشكيك في اتفاق تقاسم السلطة بين الأمريكيين والأوروبيين في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي''.
وقال مصدر قريب من البنك الدولي: ''إن الأمر لن يكون بسيطا على الأوروبيين لأنه من الصعب عليهم دعم هذا الترشيح الضعيف مقارنة بترشيح وزيرة المالية النيجيرية''.
وأضاف ''لا أحد يعرف تفاصيل عن كيم''. واعترف مسؤول أمريكي كبير بأن اختيار رئيس للبنك يمكن أن يشكل موضوع خلاف للمرة الأولى.
وصرح المستشار الاقتصادي للرئاسة الروسية الجمعة بأن جنسية الرئيس المقبل للبنك الدولي أقل أهمية من زيادة دور دول بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا) في الهيئات الإدارية.
وقال البنك الدولي: ''إن مديري البنك الـ 25 سينظمون مقابلات رسمية مع المرشحين الثلاثة في واشنطن مع بدء عملية اختيار الرئيس الجديد بالإجماع قبل اجتماعات الربيع التي تعقد في 20 نيسان (أبريل)''.