رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


ثقافة حالة الطوارئ في حياتنا!

دائماً نشعر أننا في حالة طوارئ! أصبحت هذه سمة من سمات مجتمعاتنا، وعادة من عاداتنا، لا يبدو أننا نتعلم أبداً من دروس الماضي وتجارب الأمس، كي نعمل على تنظيم حياتنا والتخطيط لأنشطتنا، ومن ثم التخلص من الوقوع في وضع أشبه ما يكون بـ "حالات الطوارئ" تعيشها الأسر في الصيف والشتاء وعند بدء العام الدراسي وفي نهاية اليوم المدرسي وفي مواسم الصيف والسفر وغيرها.
لا تحتاج - أيها القارئ - إلى عناء لتشاهد حالات الطوارئ التي يعيشها المجتمع في كل مكان وفي كل يوم تقريباً. اذهب إلى أي مدرسة في وقت خروج الطلاب وسترى بأم عينك الفوضى، وستظن أن هناك شيئاً طارئاً أو كارثة حلت بالمجتمع، ستفاجأ بالسيارات متراكمة أمام المدرسة دون أي نوع من التنظيم! ثم ستلاحظ سيارات الجهات الأمنية تهرع إلى المكان لتنظيم الحركة المرورية والتأكد من سلامة الطلاب أثناء الخروج، الذين يكاد يمشي بعضهم على بعض! إنها فعلاً حالة طوارئ! هذا هو المشهد الذي رأيته بالأمس أمام إحدى مدارس البنات في الرياض، الذي أعاد الذاكرة إلى حالة خروج الطلاب من مدرسة ابتدائية في الولايات المتحدة كانت على مقربة من مقر سكني هناك، كنت أرى الطلاب يخرجون من المدرسة بانتظام تام يتبعون رجلاً عجوزاً عرفت - فيما بعد - أنه متقاعد متطوع لمساعدة الطلاب والطالبات على عبور الشارع، يحمل في يده إشارة "قف" الدائرية الحمراء!
وهذا الوضع ليس حكراً على التعليم العام، فعلى الرغم من استخدام التقنيات الحديثة، أصبح مألوفاً أن ترى طلاب جامعاتنا - إلا ما ندر - يتوافدون أفواجاً على شؤون الطلاب لتصحيح أوضاع جداولهم الدراسية، على النقيض مما يحدث في الجامعات المتقدمة التي لا يستغرق التسجيل الإلكتروني بها أكثر من دقائق معدودة.
والوضع لا يقتصر على التعليم بل يمتد للأسرة، فعندما يُعلن عن حلول شهر رمضان تزدحم الشوارع والمحال التجارية لشراء التموين للشهر المبارك، وكأن المحال التجارية ستغلق أبوابها خلال شهر رمضان أو كأن الناس لا يعلمون أن بلوغهم يوم 25 شعبان يعني أن هناك خمسة تقريباً تبقى على دخول الشهر المبارك!
ويأتي الصيف، فيرتص الناس أمام مكاتب الخطوط السعودية ومكاتب السفر للبحث عن وجهة يذهبون إليها وكأنهم لا يعرفون اليوم الذي تبدأ فيه إجازة الصيف! لا تستغرب إذا وجدت بعض سياراتهم تسد الشارع العام! في الوقت نفسه، تبدأ إدارة الخطوط السعودية تفكر - أي بعد بداية موسم الصيف - في إمكانية تسيير رحلات إضافية وكأنها لا تعرف أن موسم الصيف قادم لا محالة!
أختتم بالمدرسة كما بدأت بها، فأقول إنها أساس المشكلة وبيت الداء! لو أن المدرسة استطاعت تعليم الطلاب الانضباط والنظام أثناء الخروج والدخول لما حدثت الفوضى في مناحي الحياة كافة، لو أن المدرسة تعلم الطلاب أصول التفكير السليم والتخطيط الاستراتيجي واحترام الوقت لما حدثت الفوضى التي نعيشها يومياً في شوارعنا وأعمالنا وأسفارنا وجميع مناحي حياتنا! لكن قد يسأل سائل: وما علاقة الفوضى في الخطوط السعودية بالمدرسة؟! أقول أليست قيادات الخطوط السعودية من مخرجات المدارس التي لا تعرف الكثير عن التخطيط والتنظيم والانضباط؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي