من عيون الشعر الحديث
تفتح الصفحة الثقافية زاوية جديدة لعيون الأدب السعودي في فنون السرد المختلفة، وفي أجمل ما خطه المبدعون العرب في العصر الحديث. نختار هذا الأسبوع قصيدة للشاعر السعودي الراحل محمد الثبيتي سماها (بوابة الريح) وضع فيها فلسفته الخاصة ورؤيته للحياة.
مضى شراعي بما لا تشتهي ريحي
وفاتني الفجر إذ طالت تراويحي
أبحرت تهوي إلى الأعماق قافيتي
ويرتقي في حبال الريح تسبيحي
مزملٌ في ثياب النور منتبذ
تلقاء مكةَ أتلو آية الروح
والليل يعجب مني ثم يسألني
بوابة الريح!.. ما بوابة الريح؟
فقلت والسائل الليلي يرقبني
والود ما بيننا قبض من الريح
إليك عني فشعري وحي فاتنتي
فهي التي تبتلي وهي التي توحي
وهي التي أطلقتني في الكرى حلماً
حتى عبرت لها حلم المصابيح
فحين نام الدجى جاءت لتمسيتي
وحين قام الضحى عادت لتصبيحي
ما جردت مقلتاها غير سيف دمي
وما على ثغرها إلا تباريحي
وما تيممت شمساً غير صافية
ولا طرقت سماءً غير مفتوحي
قصائدي أينما ينتابني قلقي
ومنزلي حيثما ألقي مفاتيحي
فأيُّ قوليَّ أحلى عند سيدتي؟!
ما قلت للنخل أم ما قلت للشيح