سيولة مرتفعة وهبوط
أمس لأول مرة شهد السوق تراجع المؤشر بحدود 100 نقطة في عملية جني أرباح كبيرة في السوق وصادف اليوم ارتفاع أسهم قطاعين من 15 قطاعا وارتفاع 36 شركة مقابل تراجع أسعار ١٠٩ شركة ويتدفق أكثر من ١٨ مليار ريال. ولعل التراجع اليوم ناجم من توافر قناعات لدى البعض بأن السوق بلغ نقطة مرتفعة بالرغم من أنه لا يزال مكرر أرباح السوق عند ١٤ مرة. ولعل تراجع السوق اليوم ومع قرب صدور النتائج كان متوقعا ومترقبا من قبل المستثمرين.
سبق أن أشرنا إلى أن الانتقائية وتراجع أسعار بعض الشركات وارتفاعها للبعض الآخر أمر متوقع ويبدو أن الموجة الحالية في الشركات المتراجعة غلبت على الشركات الصاعدة ما أدى لحدوث تراجع ٩٧ نقطة وأكثر. ولو قارنا بين أمس الأول وأمس لوجدنا أن حجم السيولة أقل بنحو ثلاثة مليارات تقريبا كما أن عدد الشركات المرتفعة كان أكبر بنحو ٢٠ شركة ولكن الفرق بين أمس الأول وأمس هو الفرق بنحو ٩٧ نقطة. فما الفرق وهل وجود فرق سيولة وشركات يتسبب في التراجع؟ والإجابة تكمن في الشركات التي تحركات أسعارها كان بعضها من الوزن الثقيل مما ساهم في دعم المؤشر وحفاظه على المستوى السعري في حين أن الشركات التي ارتفعت اليوم لم تستطع الحفاظ على المستوى السعري. مؤشرنا موزون القيمة فبالتالي لا يهم حجم التدوير أو التداول أو السيولة والمهم وزن الشركة من زاوية القيمة السوقية والتحرك السعري. ومن هذا المنطلق نجد أن السوق تراجع وبالحجم الكبير نظرا لأن وزن الشركات المتراجعة أكبر بكثير من الشركات الصاعدة مقارنة بجلسة أمس الأول.
لا يزال السوق يحتوي على العديد من الفرص من زاوية مكررات الربحية علاوة على أن هناك شركات بلغت مستويات تسعير أعلى من الواجب هناك شركات لا تزال دون السعر الصحيح لها. وعليه فإن الانتقائية داخل السوق وتحرك أسعار بعض الشركات متوقع خلال الفترة المقبلة وخاصة مع ظهور النتائج. من زاوية الأمان السعري وعدم الهبوط السعير والارتفاع لا تزال هناك فرص ولا يزال البعض يبحث عن الفرص والبعض ربما تخوف من الوضع وآثر الأمان والسلامة. ربما ينظر البعض لنتائج السوق أمس ومع نهاية التداول ومعه يعتقد أن ما كان البعض يتحدث عنه حدث وبالتالي تكون الأسهم حققت أقل فورة سعرية في تاريخها وننسى أن المؤشرات ومستوى السوق لا يزالان أقل من المتوقع لهما.