استمرار السيولة
يبدو أن إصرار دخول السيولة وحجمها لا تزال تدعم السوق فعلى الرغم من أن عدد الشركات المرتفعة تمثل أقل بقليل من ثلث السوق وأن الشركات المتراجعة تمثل أكثر من ثلثي السوق والشركات التي لم تتحرك صعودا أو هبوطا ست شركات، لكن السوق أقفل اليوم على ارتفاع بسيط بأقل من نقطة واحدة ولكن في اللون الأخضر ولقطاعين مرتفعين من أصل سبعة عشر قطاعا. والسؤال الذي يطرأ على بالنا ما هو وضع المؤشرات العامة للسوق؟ ونجد أن السوق تجاوز ١٥٠٠ مليار ريال، ولكن مكرر الربح ما زال أقل من ١٤ مرة. وبالتالي نخلص إلى السؤال: هل بلغ السوق الحد الأعلى ويبدأ معه توجه البعض نحو جني الأرباح؟ والإجابة: مع عمق السوق وكبر حجمه وعدد شركاته الانتقائية هي التي ستسير القرار، بمعنى أن هناك شركات قد يري البعض أنها بلغات حدودا عليا وبالتالي لا بد من الحصاد، وهناك شركات لا تزال مؤشراتها دون النطاق المقبول ولا تزال هناك سعة من الوقت أمامها للاستفادة من زخم السيولة حتى تصدر النتائج الربعية.
لا يزال السوق في بعض الشركات في المنطقة الإيجابية ولكن هناك شركات تتأثر بالمسابقة والنمو دون أسس صحيحة وهذه الفئة من الشركات هي التي ستتأثر سلبا وربما يحدث فيها جني الربح المتوقع أكبر من غيرها، ويقال كما ارتفعت دون سبب أو أساس مقبول ستعود من حيثما بدأت. وبالتالي ستستمر السيولة في التدفق ويستمر المستثمر في الانتقائية ومع صدور البيانات والنتائج واتجاهات الشركات سيكون هناك تفاعل من قبل السوق. هل نحن ما زلنا في منطقة الأمان للشركات القوية ذات الأداء الجيد والربحي والإجابة نعم ولكن في بعض الشركات الأخرى التي تجاوزت حد المعقول نحن في موقع خطر. لذلك يجب أن تكون لدينا انتقائية وأساس نستند عليه في اتخاذ القرار المنطقي.
السوق السعودي يزخر بالشركات الرابحة والمنتجة والموزعة الربحية كما يزخر بالشركات التي تحاول بناء مستقبل ونمو جيد ولكن هناك من أمامه طريق طويل في الإصلاح والتعديل لتحقيق المستقبل الجيد ولكن لا مبرر لترك الخيال ليسرح بنا ونجد أنفسنا في موقع لا نحسد عليه مع ضياع المدخرات ولوم الغير على ذلك. كما اتخذنا القرار نبتعد عن الطمع ونجعل القناعة قائدنا.