السوق والأمان
الأوضاع العالمية والمحلية لا تزال إيجابية ولا تتوافر مؤشرات سلبية تجعلنا متشائمين وبالتالي تعكر صفو السوق واتجاهات النمو الحالي. ومن المتوقع أن يستمر السوق ويحذر في الحفاظ على مكتسباته والاستفادة من الأوضاع الاقتصادية القائمة محليا وعالميا.
ومع استمرار السيولة القوية في السوق سيستمر نمو الطلب وبالتالي الضغط السعري وتحسنه. وتستمر الضغوط الإيجابية على أسعار الأسهم مع الانتقائية حاليا في السوق مما يجعل النمو في حدود 20 إلى 40 نقطة يوميا نتيجة لارتفاع أسعار البعض وتراجع أسعار البعض الآخر.
لكن نستطيع أن نخلص إلى أن استمرار الطلب وضع متوقع وعلى مختلف قطاعات السوق مع الاعتماد على بناء التوقعات حول النتائج الربعية التي ستصدر خلال نيسان (أبريل).
والأمان يمكن أن يستمد من عدد من الحقائق حول السوق السعودي للأسهم، أهمها أن السوق فيه عمق نوعا ما من زاوية حجمه 1400 مليار ريال وعدد شركاته 147 ومن زاوية زيادات رأس المال والطرح الجديد في السوق. يضاف لها حقيقة توافر التنوع الكبير في عدد وطبيعة عمل شركات السوق كما أن مكرر السوق لا يزال في حدود المعقول الـ 14 ما يجعل عوائد السوق ونتائج الشركات داعمة للسعر.
ما يقلق المستثمر ويعطيه نوعا من عدم الأمان الطلب المفتعل الناجم من تدفق سيولة غير استثمارية من خلال القطاع البنكي نظرا لانخفاض تكلفة الأموال حاليا وتوافر شهية قوية لدى القطاع البنكي للإقراض لتوفير التكلفة (الزكاة) من انخفاض القروض. وفي المقابل نأمل أن يكون المواطن أكثر وعيا وقدرة على الحذر من الانزلاق خلف السراب فالطمع هو أكثر محرك السلوكيات السلبية. ويجب أن نعرف أن هناك أمورا مستحيلة نحذر في الانزلاق خلفها.
اليوم السوق حققت سيولة جيدة لا تزال متوافقة مع حجم السوق وعدد الشركات المتحسنة عكس نموا في السوق وحجم تحرك السوق في نطاق مقبول بعيدا عن التذبذبات السلبية وغير المنطقية ونأمل في استمرار السوق في هذا النطاق المعقول.
حاليا لا تزال النظرة إيجابية من قبل المستثمرين ويتوقع استمرارها خلال الفترة الحالية نظرا لاستمرار السيولة وجاذبيتها العائدية وأرباح شركاتها الموزعة والمحققة وحتى يتغير الاتجاه والنتيجة نستطيع أن نغير توقعاتنا للفترات المقبلة.