المسرحيون: صبرنا نفد وأصواتنا بحت.. 38 عاماً ونحن في المكان نفسه
''صبر المسرحيين نفد''.. هكذا يقولون.. فهم يرون أن واقع المسرح السعودي يدعو للشفقة والحزن، فلا بنية تحتية تجمع شملهم، وتسهل مهامهم، لتقديم عمل فني، مطالبين بأصوات مبحوحة بمشروع وطني يتبنى إقامة مراكز ثقافية، تتضمن مقرات ومنشآت للمسرح.
جاءت هذه المطالب التي رصدتها ''الاقتصادية'' على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب، خلال لقاء المسرحيين بالدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على معرض الكتاب في ''المقهى الثقافي''، حيث بثوا همومهم وكلهم أمل أن يتغير الوضع، وأن يفيق المسرح من سباته، فتحدثوا وتحاسبوا واختلفوا، ولكنهم متفقون على أهمية المسرح، في حياة الناس، فهو يكسبهم المنفعة، ويكشف الخلل الإنساني في أقوى انكسـاراته وانتصـاراته وبوحه وعشـقه وحرمانه وهيجانه، مطبقين في نقاشهم المثل العربي: ''تعاشروا كالإخوان وتحاسبوا كالغرباء''. وأكدوا وهم يطرحون رؤيتهم خلال أحاديثهم المتسمة بالصراحة أن المؤسسات الثقافية لا تملك مسرحا صالحا لتقديم العروض، وأن المناشط التي شهدتها الساحة المسرحية أخيراً هي اجتهادات لهواة ومحبين، لإنقاذ المسرح، تشبه بدايات التجارب المسرحية لدينا، والتي لا تختلف كثيراً عن مسرحية ''طبيب بالمشعاب'' أول مسرحية عرضت على الجمهور في السعودية عام 1973 على خشبة مسرح قاعة المحاضرات الكبرى التابعة لوزارة المعارف في الرياض. هذه المطالب أنصت لها وكيل الوزارة للشؤون الثقافية، ووجدت تفهماً منه، فأوضح الدكتور ناصر الحجيلان أن مشروع المراكز الثقافية قد دخل فعلياً حيز التنفيذ، من خلال أربعة مراكز ضخمة في عدد من مناطق السعودية.
#2#
وكشف الحجيلان عن وجود خطة متكاملة لإنشاء كلية متخصصة في تأهيل العاملين والمهتمين بعدد من الفنون، ومن ضمنها المسرح، رغبة في دعم المواهب السعودية ومساعدتها على تقديم حركة ثقافية وإبداعية فاعلة.
من جانبه، انتقد فهد الحارثي المؤلف المسرحي، غياب المسارح عن الجهات المعنية، في الوقت الذي يلقى فيه اهتماما من جهات لا علاقة لها مباشرة به، مطالباً بتوظيف الميزانيات الثقافية بشكل يخدم المسرح، وقال: ''إن ميزانية عمل مسرحي واحد تعرضه الأمانة لثلاثة أيام يساوي ميزانية جمعية ثقافة وفنون لعام كامل''.
ووصف الحارثي المسرحي السعودي بـ ''أكبر مناضل في المسرح العربي''، لأنه يعمل دون بنية تساعده على الإبداع.
ويرى الأديب أحمد سماحة أنه لا يوجد وعي بماهية المسرح، لا على مستوى المدارس ولا الجامعات، وأن الجهود التي شهدتها الساحة المسرحية كانت نتيجة لاجتهادات هواة، من خلال تأهيل واطلاع ذاتي على هذا الفن، رغم وجود مواهب حقيقية. وقال: ''القدرات السعودية في التمثيل والكتابة والإخراج تتفوق أحياناً على أسماء محترفة في العالم العربي''.