الاتجاه الأفقي والسوق
هل يعود السوق نحو الاتجاه الأفقي؛ أي تتذبذب السوق صعودًا وهبوطًا كما اعتدنا رؤيتها في فترات سابقة، والفرق الوحيد أمامنا هو أن السيولة اليوم لا تزال قوية، حيث تجاوزت الستة عشر مليار ريال، لكن غلب على السوق اللون الأحمر، حيث انخفضت أسعار عدد كبير من الشركات ٩٧، وفي الوقت نفسه تلونت معظم القطاعات باللون الأحمر. والسؤال: هل هي استراحة المحارب أو أن العملية تحقيق عوائد؟ بغض النظر عن ماهيتها تبقى قيمة الانخفاض واضحة، وأن اللون الأخضر تركز في شركات منخفضة السعر وتجاوزت حدودا معينة فيها، على الرغم من أن الأحداث والنتائج لا تدعم بقوة اللون الأخضر، لكن تبقى المضاربة حاليا، وخلال يوم ١٣ مارس في اتجاه المضاربة في البعض وليس الكل. ولعل صعود عدد محدود من الشركات (٤٢) وذات الأسعار المنخفضة، ولا تعتبر من القياديات تفسر لنا لماذا تراجع المؤشر، ولم يتجه للصعود فلو كانت شركات أخرى صاعدة لتحرك السوق إيجابا.
ربما يمر السوق بمرحلة التقاط الأنفاس مع قرب صدور النتائج التي يفصلنا عنها تقريبا شهر واحد، والتي عادة يتوقع تحسنها ونموها. الأمر الذي يحدث نوعا من الزخم والدفع للسوق ويعكس موجة للتفاؤل فيه، والملاحظ أن أكثر القطاعات تراجعا كان الأسمنت من حيث الحجم، يليه قطاع الفنادق والإعلام والنشر، ونظرا لأن حجمها لا يعتبر كبيرا لم يحدث انعكاسات قوية على السوق، نظرا لأن عدد الشركات القيادية فيها منعدم. في حين كان رجوع القطاع البنكي من ضمن الأقل تغيرا مع الاتصالات والطاقة وصعود البتروكيماويات، مما أسهم في لجم الاندفاع السلبي في السوق كما هو واضح من حجم التراجع.
غدا يمثل نهاية الأسبوع، وهو حيوي بالنسبة لنا في دعم مستوى المؤشر وبقائه عند المستويات الحالية حتى تنشر بيانات ربعية جديدة، فتعطي نوعا من الدفع الإيجابي لأسعار أسهم الشركات. وبالتالي من المهم بقاء السوق عند المستويات الحالية أو التعويض، وفي انتظار تحرك الشركات المتوقع لها نتائج إيجابية قوية.
لا بد أن ندرك أهمية توافر القناعة للمتعاملين في السوق حول مستوى السوق الحالي، ومدي انعكاسه على الأسعار، فهذه القناعة هي التي تحافظ على المستوى الحالي، ونموه استنادا على ما تحققه الشركات من أرباح ونمو. فلو تغيرت التوقعات والنظرة سيكون تأثيرها سلبيا من خلال انخفاض السيولة المتدفقة للسوق. وبالتالي المؤشر الرئيس لنا هو حجم السيولة واستمرارها لمساندة مستويات الأسعار الحالية. فتدفق وانخفاض حجم السيولة سينعكس سلبا على المؤشر ومستويات الأسعار، ولكن يبقى البديل، وهو المؤثر في السوق واستمراريته، وهو غير متوافر ومؤثر حاليا. ويبقي سوق الأسهم وبمستويات الربحية ومستويات الأسعار جذابًا مقارنة بغيره، وتحسن أرباح الربع الأول مقارنة بالعام الماضي سيوفر زخمًا لدفع السوق نحو الأعلى ويبلغ معه المؤشر مستويات مرتفعة بناء على قناعات حول أداء وربحية الشركات.