اقتراب النتائج
شهر آذار (مارس) عادة ما يكثر فيه نشر وإعلان المعلومات الخاصة بالشركات وخاصة البيانات المدققة والتقارير السنوية، كما يكثر فيه طرح الاقتصاديين ومحللي نتائج الشركات. وحاليا يتم بناء التوقعات حول اتجاهات النمو والتحسن مع قرب الإجازة الصيفية والضغوط المختلفة. لذلك يراهن البعض على أن الضغوط السلبية ربما تزداد وتؤثر في اتجاه السوق، ولكن واقع الأمر مع السلبية هناك التوقعات الإيجابية فكلنا ندرك ونعرف من خلال نتائج السنوات السابقة أن الربع الأول يمثل أعلى نقطة وأفضل نتائج تحقق على مستوى الشركات. كما يتميز شهر آذار (مارس) بانعقاد الجمعيات وتوزيع الأرباح من الكل ودون استثناء، الوضع الذي يدعم جاذبية السوق وتدفق الشراء على أسهم الشركات.
من زاوية الأداء السعري نجد أن السوق حققت صعودا مستمرا ولفترة طويلة بدأت مع نهاية العام الماضي واستمرت حتى اليوم. وكان شهر شباط (فبراير) داعما للصعود كما حدث في كانون الثاني (يناير). ولعل ما دعم السوق من الزاوية السعرية هو حجم السيولة الداخلة والتي تحدثنا في أهميتها. ونسمع حاليا ومن خلال السوق العقارية نوعا من الشكوى نتيجة لخروج جزء من السيولة وتحولها لسوق الأسهم للاستفادة من تدني الأسعار والربحية المحققة والموزعة.
حاليا نلاحظ أن أسعار أسهم الشركات لم تصعد جماعيا ودفعة واحدة كما كان يحدث في الماضي بل كان الارتفاع تدريجيا وبنسب صغيرة وانتقائيا مع توافر توجهات مضاربية والتي عادة ما تستفيد من اتجاهات السوق الصاعدة. حيث يري المضاربون أن الاتجاه الصاعد يجذب فئات مختلفة بغض النظر عن الشركة وأدائها، استنادا على نظرية القطيع. ولكن الدورس التي مرت بنا في الماضي ساهمت في جعل المستثمر أكثر بصيرة وحذرا من الماضي.
المفترض فينا أن ندرك أهمية المعلومة، وأن يتم بناء القرار في الدخول والخروج على المعلومة وإن كانت حول المضاربة. في السابق كنا لا نتوثق من المعلومة ومصدرها ونعطي الثقة بسهولة وهو ما لا نراه بشكل واضح في السوق. حتى ارتفاع السوق وتحركها لا نراه كما يحدث في الماضي من ذبذبات كبيرة وعشوائية. حتى الادعاءات والتحركات الكبيرة في الأسعار أصبحت أقل حدوثا من الماضي.
المستثمر في السوق أصبح أقل اندفاعا نحو البنوك لتمويل أحلام اليقظة ووعي الانتباه من الفخ الذي نصب له في الماضي من قبل البنوك. أعتقد أن المواطن أصبح بصيرا في اتجاهاته وأين يضع استثماراته، وعليه فالتوقعات غير المنطقية حول السوق أصبحت أقل تصديقا وخاصة ترهات المحللين الفنيين. ويبقى الاتجاه التصاعدي حتى اليوم هو سمة السوق والغيب والمستقبل بيد الله، وتبقي العوامل الأساسية هي الفيصل.