مسرحيو الشرقية يطالبون بالدعم والمنشآت وتفريغ المشتغلين في الفنون
عد الفنانون المسرحيون من كلا الجيلين أن أبرز معوقات المسيرة الفنية، هو عدم وجود التمويل الذي يعزز نشاط الحركة المسرحية في المنطقة الشرقية، مشددين على ضرورة تغيير المفاهيم المغلوطة حول ماهية المسرح ودوره الفاعل في إثراء المجتمع، بما يحمله من رسائل هادفة، والبعد عن تجريم الفن ومن يقدمه ويعمل فيه.
فالفنان المسرحي هيثم حبيب يرى أن عدم وجود مسرح كمبنى مجهز هو أبرز ما يعيق المسرحي، لأن غالبية المسرحيات التي تعرض في أيام الفعاليات والمهرجانات تكون في ''خيمة''، وتوضع كراسي خارجية للجمهور الذين يذوقون حرارة اللهيب وبرودة الصقيع في كلا الفصلين، وبعضها يعرض في قاعات المؤتمرات، قائلا: ''مللنا من التحايل من عدم وجود مسرح حقيقي، والاعتماد على المسرح الفقير والمسرح المتنقل''.
كما أرجع حبيب مسؤولية غياب ثقافة المسرح إلى وزارة التربية والتعليم بالدرجة الأولى، منتقدا أنها لا تعلم الطلاب منذ النشأة في مناهجها ماهية المسرح وفاعليته وأهدافه غير التهريج المعتقد عند الكثير، وقال إن مادة التعبير يفترض أن تستغل في هذا الجانب على أقل تقدير، مشيرا إلى عدم وجود تخصص في الجامعات، أو المعاهد الدراسية التي تعنى بالفن المسرحي، وأن ما يقام في هذا المجال مجرد دورات بسيطة من فنانين مجتهدين، موجها انتقاده إلى ما يراه تقصيرا من وزارة الثقافة والإعلام في الجانب ذاته. وأشار حبيب إلى أن المنطقة تفتقر لوجود الطاقم المسرحي المحترف، من ممثل، مخرج، مؤلف، ملحن، كاتب أغان، وأنه بوجود المسرح الحقيقي سوف تحل مشكلات عديدة، أهمها استيعاب القدرات الشبابية العاطلة والمعطلة بالقضاء على أوقات فراغهم وتطوير قدراتهم، متمنيا دعم المسارح وتمويلها ماليا من قبل الوزارة والمؤسسات التجارية ورجال الأعمال والأهالي الذين يشترطون لمشاركة أطفالهم في المسرحيات أن يلعبوا دور البطولة بمبلغ عال.
وتضامن مع حبيب مقرر لجنة المسرح بجمعية الثقافة زكي الدبيس، حيث رأى أن الدعم المادي يشكل عثرة أمام تقدم المسرح وانطلاق القدرات الشبابية، مع ضرورة احتواء الشباب بتأسيس مشاريع إنتاجية تضمن الاستمرار والتواصل الداخلي والخارجي لرقي المسرح على مستوى المكان والفنان، يقول: ''إن من أهم الصعوبات التي تواجه الفنان بشكل عام، سواء كان ممثلا أو مخرجا أو كاتبا هي الاهتمام ببيئته الفنية من كل النواحي، ولا يتحقق ذلك إلا بالدعم المادي بكل اتجاهاته''.
وأردف قائلا: ''على سبيل المثال في جمعيات الثقافة والفنون أو جمعية المسرحيين لا تنقصهم الخبرة أو التخطيط، وإنما ينقصهم الدعم المادي، الذي من خلاله يتكفل ببناء المكان وتهيئة الأرضية الصلبة لمواجهة دعم الفنان من جميع النواحي، ببناء المراكز والمعاهد لتقديم الدراسات النظرية والتطبيقية طويلة المدى، مثل الورش المسرحية والدبلومات العالية''، مبينا أنه لا يتحقق الاستقرار إلا بدعم هذه الجهات بالشكل المطلوب، حتى يكون هناك انتماء حقيقي.
وأضاف الدبيس أنه لا بد من تفرغ مقدمي الخدمة الفنية بشكل كامل، أن يكونوا موظفين وليسوا متعاونين بعدد من الساعات القليلة التي لا تكف، وأن المعمول به الآن تقديم أكثر الأعضاء المخلصين تضحيات بأوقاتهم الخاصة، ما يسبب عدم استمرارهم لوقت طويل في محاولة منهم للارتقاء بهذه الفنون، كتقديم مهرجان مسرح الدمام للعروض القصيرة ومسابقة الطفل المسرحي الثانية، التي تسهم في بناء أطفالنا بصعودهم على خشبة المسرح من عمر سبع سنوات، بهدف تأسيس قاعدة مسرحية جميلة لدى الصغار.
من جانبه، أكد الفنان المسرحي حسين الهويدي أن جمعية الثقافة والفنون تبذل كل ما في وسعها لنشر شتى أنواع الفنون، وعلى رأسها المسرح، الذي يتضمن مسرح الطفل لصقل واكتشاف مواهب التعليم المختلفة، لافتا إلى أن لإمكانات مسابقة المسرح المفتوح للعروض القصيرة دورا كبيرا في ترسيخ معالم الفضاء المسرحي لإرساء شعار المسابقة المنطلقة منذ عام 1428، رغم تعطيله وعدم الموافقة عليه.
كما نوه الهويدي إلى أن خطوات المسرح التي لم تتوافر فيها أدنى الإمكانات المسرحية المتعارف عليها، إلا أنها كانت خطوات جادة، ورغم مؤشر المعاناة التي يواجهها المسرح ومنسوبوه، إلا أن الجمعية تمكنت من طرح أعمالها على خشبة المسرح بعد بزوغ حرية أكبر في التعبير ظهرت في بعض المسابقات للمسرح المفتوح.